اتهم تقرير أمني الحرس الثوري الإيراني بتعطيل الحياة السياسية في العراق ومنع تشكيل حكومة جديدة خارج سيطرته، الأمر الذي دفع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى تجميد التواصل والحوار مع قوى «الإطار التنسيقي» الموالية لطهران. وكشف التقرير العراقي، الذي اطلعت «عكاظ» على أبرز نقاطه، أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري إسماعيل قاآني الذي زار العراق عدة مرات، أبلغ قيادته بأن الحلول مع الصدر باتت مستحيلة بعد عدة جولات من التفاوض والحوار، ما دفع نظام الملالي إلى السماح للحرس الثوري بالتدخل وإعادة خلط الأوراق وعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة والعودة بالأزمة إلى المربع الأول. وحمل التقرير نقاطا غاية في الخطورة أبرزها العمل على تفكيك تحالفات الصدر بالدرجة الأولى، ثم ضرب التحالفات السنية والكردية. وشكل قصف أربيل ب12 صاروخا باليستيا بداية تدخل الحرس الثوري لتنفيذ مخطط السيطرة على القرار السياسي في العراق بعد أن هدد في أعقاب الهجوم الإرهابي بالمزيد من الهجمات في حال بقي الجمود السياسي يراوح مكانه. وأفصح التقرير أن المعلومات الأمنية المتوفرة تؤكد أن الحرس الثوري الإيراني سيضرب 3 مواقع أخرى في كردستان، وترجح المعلومات أن عملية القصف المرتقبة سيسبقها هجوم إعلامي على أربيل للضغط على رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني للتخلي عن التحالف الثلاثي مع التيار الصدري. ونقلت مصادر عراقية ل«عكاظ» عن الصدر قوله: «إن المعركة باتت واضحة ومكشوفة الآن، ونحن مستعدون لأية مواجهة قد تفرض علينا، متمسكا بحقه في تشكيل الحكومة تحت أي ضغوطات أو تهديدات». وتذرعت إيران بقصف أربيل لاستهداف مواقع إسرائيلية، وهو ما دحضته حكومة كردستان، نافية وجود مثل هذه المواقع، وحتى الآن لم تستطع أي جهة إيرانية إثبات وجود مقرات ل«الموساد» في عاصمة إقليم كردستان. بالمقابل، دعا رجل أعمال كردي يدعى باز البرزنجي؛ الذي تعرض منزله للقصف الإيراني، سفير الملالي في بغداد إيرج مسجدي إلى زيارة منزله والاطلاع عن كثب على الأضرار والتأكد بأن هذا المنزل يعود لأسرة عراقية وليس لقاعدة إسرائيلية. وقال البرزنجي خلال حديثه إلى وفد برلماني برئاسة حاكم الزاملي نائب رئيس البرلمان في مؤتمر صحفي مشترك، «لحسن الحظ لم تكن الأسرة تتواجد في المنزل أثناء استهدافه بشكل مباشر ب9 صواريخ». وأضاف: «طلبي كرب أسرة من ممثلي الشعب العراقي بأنه من الضروري أن تعرف كل أسرة عراقية أن هذا المنزل كانت تسكنه أسرة مثلها، وإن قناعتي راسخة بأن هناك خطأ ما حدث». وكان القصف طال إلى جانب منزل رجل الأعمال محطة تلفزيونية محلية كردية والقنصلية الأمريكية قيد الإنشاء ومواقع مدنية أخرى.