حذّر مسؤولون أمريكيون من زيادة عدد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية، وأبلغوا نظراءهم الأوروبيين من أن الكرملين قد يكون على وشك غزو منطقة أوكرانية جديدة. ونقل موقع «بوليتكو» أمس (الأحد)، عن أحد كبار مسؤولي الأمن القومي الأمريكي قوله: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يحاول أيضاً إنشاء بعض القدرات العسكرية على طول حدوده الغربية في حال رأى ضرورة للتدخل في بيلاروسيا، التي دخل حاكمها المقرب من الكرملين في نزاع حالياً مع جيرانه الأوروبيين. ويكشف تزايد القلق الأمريكي الذي أكده مسؤولان أن جهود الرئيس جو بايدن للوصول إلى نوع من التوازن مع فلاديمير بوتين بدأت تفقد زخمها. من جهتها، أفادت وكالة «بلومبيرغ» أن الولاياتالمتحدة تتشاور مع الحكومات الأوروبية بشأن مخاوف من قيام روسيا بشن هجوم مسلح على أوكرانيا. وقال مسؤول رفيع في إدارة بايدن: إن واشنطن تتشاور مع الحلفاء بشأن الوضع، وناقشت نائبة الرئيس كامالا هاريس الأمر «على نطاق واسع» مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن على اتصال بالحلفاء الأوروبيين بشأن هذه المسألة. وأضاف المسؤول: «كانت هناك جهود متضافرة في العواصم في جميع أنحاء أوروبا للتعبير عن مدى قلقنا من الوضع. ويتم تبادل المعلومات الاستخباراتية والمحادثات عبر طيف واسع من العسكريين والدبلوماسيين». فيما أكد مسؤول أوروبي أن الولاياتالمتحدة أرسلت معلومات استخبارية إلى الحلفاء حول الوضع في أوكرانيا. وذكر أحد الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، أن المسؤولين الأمريكيين أجروا مناقشات مع الأوروبيين تتعلق بنفس المخاوف بشأن التعزيزات الروسية على طول حدودها مع أوكرانيا، التي تشمل المدفعية والدبابات ووحدات المشاة الجديدة والوحدات المدرعة الأخرى. لكم المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، نفى أن تكون روسيا تخطط لأي نوع من الغزو، وقال لوسائل إعلام روسية، إن تحركات قواتنا المسلحة على أرضنا لا ينبغي أن تكون مصدر قلق لأحد. لا تشكل روسيا أي تهديد على أحد. ولفت إلى أن قوات حلف «الناتو» اتخذت «إجراءات نشطة وحازمة بالقرب من الحدود الروسية، محذراً من أنه إذا لزم الأمر، سنتخذ إجراءات لضمان أمننا إذا كان هناك أعمال استفزازية من قبل خصومنا بالقرب من الحدود. واعتبر مسؤول رفيع في فريق الأمن القومي الأمريكي أن «بوتين يضع القدرات اللازمة لتدخل عسكري سريع للغاية في بيلاروسيا أو أوكرانيا»، إلا أنه استبعد أن يقوم بوتين بتدخل عسكري في بيلاروسيا، لكن الزعيم الروسي على الأرجح يريد أن تكون لديه معدات في حال قرر أن هناك حاجة للقيام بذلك.