سجلت في العاصمة بغداد وضواحيها حالة من الفتور والتراخي الذي يصل إلى حد العزوف الشعبي عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقررة في العاشر أكتوبر القادم، التي ستشهد وفقا لاستطلاعات رأي أولية إقبالا ضعيفا، في وقت تسعى الأحزاب السياسية الحاكمة للحفاظ على الوضع الراهن. وأجمعت الأحزاب السياسية في لقاءات تشاورية عقدت خلال اليومين الماضيين على أهمية الحفاظ على الوضع الراهن بسبب عدم اهتمام المواطن العراقي بالانتخابات، وأكدت أن تجديد ولاية رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي سيساهم في حالة الاستقرار السياسي في البلاد. وتشير القراءات الأولية للحملات الانتخابية إلى تراجع كبير للقيادة السياسية للحشد الشعبي خصوصاً كتلة الفتح التي يقودها هادي العامري، فيما يبدو أن كتلة «سائرون» بقيادة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وكتلتي «الحكمة» بزعامة عمار الحكيم، و«النصر» التي يقودها حيدر العبادي ستحقق الأغلبية في الانتخابات في حال نجاح مشاوراتهم الجارية للتحالف في كتلة انتخابية واحدة. ومن المقرر أن تفرز الانتخابات فوز 329 نائبا من أصل 2300 مرشحا تقدموا لهذه الانتخابات التي تقاطعها بعض القوى السياسية ومن بينها المنبر العراقي بزعامة إياد علاوي وجبهة الحوار الوطني بزعامة صالح المطلك والحزب الشيوعي العراقي. وفشلت القوى السنية العراقية حتى الآن في تشكيل تحالف موحد بين أحزابها حيث يخوض هذه الانتخابات تحالف «تقدم» بزعامة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وتحالف أسامة النجيفي وتحالف رجل الأعمال خميس الخنجر فيما تشهد الأحزاب الكردية خلافات وانقسامات الأمر الذي يبقي الباب مفتوحا لتحالفات كردية - شيعية.