إذا كان لا عجب أن يتحدث اللص عن الأمانة، والعاهر عن الشرف، فإنه ليس عجبا أيضا أن يكون الإرهابي أبلغ المتحدثين عن السلام، وعندما يزعم الحاكم الفعلي لمليشيا الحوثي المدعو «حسن إيرلو»، بأن مبادرة السعودية في اليمن، «مشروع حرب داِئم واستمرار الاحتلال»، فيما المجتمع الدولي بأسره يشيد بها ويصفها بأنها فرصة تاريخية لإنهاء حرب اليمن، فهنا نكون أمام نموذج متفرد في الدجل والكذب وخداع النفس. فالإرهابي الإيراني الذي وضعته واشنطن على قائمة الإرهاب يلوك كلمات دون أن يعرف لها معنى، فهو يطالب الرياض بحسب تغريدات له بعدم «دعم المرتزقة والتكفيريين بالمال والأسلحة»، في وقت يدرك القاصي والداني أن الحوثي ذراع إيراني بامتياز، وأن انقلابه على الشرعية وحربه على اليمنيين تدار من طهران وليس من صنعاء، وأن مليشيا الخراب والدمار «الحوثية» مجرد مجموعة من المرتزقة الذين تدعمهم طهران بالتدريب والمال والسلاح، مثلهم كمثل «حزب الله» في لبنان، فهو يختطف لبنان، وهي تختطف اليمن. وفي فضيحة مدوية لإيران، وصل مندوب طهران كحاكم عسكري للعاصمة اليمنية منتصف أكتوبر الماضي، وخلال فترة وجيزة بعد عملية تهريبه تحت مزاعم «سفير»، تصاعدت الاعتداءات الحوثية بشكل لافت داخل اليمن وعلى الأراضي السعودية. عقوبات واشنطن بحق الإرهابي«إيرلو»، كشفت خطورة الأدوار التي يقوم بها، والتي أكد مراقب سياسي أنه أدخل «بليل»بهدف إفشال جهود السلام وإطالة أمد الحرب والتخطيط لاستهداف دول الجوار، وتعقيد الأزمة. وإيرلو الذي لم يسبق له أن تولى أي مهمة دبلوماسية، هو ضابط في الحرس الثوري متخصص في التدريبات على الأسلحة المضادة للطائرات، وحسب معلومات موثقة فقد كان مسؤولا سابقا عن تدريب إرهابيين تابعين لحزب الله في معسكرات شمال طهران. فيما هو الآن لديه مطلق الصلاحيات في التخطيط والإشراف على حرب الحوثي ضد اليمن وشعبه. ويفضح الظهور المتكرر لإيرلو في فعاليات مليشيا الحوثي ولقاءاته مع قيادات حكومة الانقلاب، الدور المرسوم له من قبل نظام خامنئي وهو تأجيج الصراع وإذكاء نار الحرب ورفض أية جهود أو مبادرات لوقف القتال وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن، وهو ما دفع القضاء العسكري اليمني إلى فتح قضية ضده بتهمة الدخول المتنكر لصنعاء بغرض التجسس والتخريب ودعم مليشيا الحوثي الإرهابية.