لن تكون زيارة رئيس وزراء ماليزيا محيي الدين ياسين إلى المملكة التي انتهى الشق الخاص منها وبدأ المحور الرسمي امس، زيارة بروتوكولية على الاطلاق، كونها ستتمخض عن مخرجات تحقيق طموحات الرياضوكوالالمبور لتعزيز الشراكة وتعضيد التعاون للحيلولة دون توسيع دائرة ازمات المنطقة، وتعظيم العلاقات كدولتين مسلمتين بهدف ايجاد حلول عادلة لقضايا الامة الاسلامية تحت مظلة منظمة التعاون الاسلامي وتمحيص عدد من الملفات التي تهم العالم الإسلامي خصوصا الارهاب والتطرف وتعزيز قيم التسامح والوسطية والاعتدال ورفض التدخلات والتصدي للإسلام السياسي.. وليس هناك رأيان ان زيارة رئيس وزراء ماليزيا إلى الرياض كونها الاولى له تعبر على مدى قوة العلاقات بين البلدين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والسياسية والعسكرية لمصلحة خدمة قضايا العالم الإسلامي برمتها، خاصة أن المملكة تعد نقطة ارتكاز وعمقاً استراتيجيًا للأمتين العربية والإسلامية بشكل عام، كما أن الدولتين تتمتعان بروح التسامح والسلام المشتركة، كالحفاظ على الثقافة والتقاليد وقبول القيم الإيجابية، ولا يختلف اثنان على ما يتمتع به الماليزيون من فكر تسامحي ووسطية عالية تعتبر مثالا يحتذى به. وأشارت مصادر ماليزية رفيعة ل«عكاظ» الى ان المباحثات بين البلدين لن تتركز حول تعزيز التعاون التجاري والاستثماري فحسب، اذ سيتم بحث انشاء استراتيجية طويلة بين البلدين مبنية على مؤسسة تحالف سياسي عسكري اقتصادي.. وأوضحت المصادر الماليزية ان «بوترا جايا» (مكتب رئيس الوزراء) يؤمن برؤية 2030 التي تعتبر خارطة طريق لشراكة متعددة الاطراف وكذلك ما يتعلق بالحج والعمرة.. وتابعت المصادر قائلة ان تعزيز التعاون لمواجهة جائحة كورونا مهم جدا في هذه المرحلة، واصفاً العلاقات السعودية الماليزية بالمتجذرة والقائمة على التفاهم والاحترام المتبادل، فضلاً على الاهتمام بين الجانبين بالوقوف ضد التهديدات الإرهابية ورفض التدخلات، موضحاً أن الزيارة سوف تترك تأثيرا إيجابيا على العالم الإسلامي، وبصمة إيجابية لتعزيز العمل في إطار دول منظمة التعاون الإسلامي والتصدي للإسلامو فوبيا والتطرف والإرهاب، وشرح الإسلام الحقيقي للعالم من خلال رسائل إيجابية، وهو ما يتطلب جهوداً مشتركة، ومشاركة من جميع الدول الإسلامية للتغلب عليها تحت مظلة منظمة التعاون الاسلامي.. الرياض - كوالالمبور.. شراكة لرفض الفكر الظلامي والتصدي للإسلام السياسي.