طوت ماليزيا صفحة مهاتير محمد قبل أسابيع، وعادت ماليزيا التسامح والاعتدال التي ترفض الإقصاء وسياسات المحاور، بعدما حاولت الدول المعادية لتعزيز العمل الإسلامي المشترك، اختطافها لتشتيت الأمة وإضعافها، وإدخال ماليزيا في دهاليز الشرذمة الاقتصادية. الحكومة الجديدة برئاسة وزير الداخلية السابق محيي الدين ياسين رسمت خطوط السياسة الماليزية المبنية على الأسس العريقة لدولة التسامح وعدم الإقصاء والعمل لرفاهية الشعب وتوحيد جهود الأمة الإسلامية. حكومة محيي الدين طوت مرحلة مهاتير محمد وأنور إبراهيم، وهو التحالف الذي فاز في انتخابات عام 2018 وشكل الحكومة بعدها، وهكذا عادت ماليزيا من خلال الحكومة الجديدة تتعامل مع دول الجوار والدول الإسلامية وفق قواعد وقوانين القانون الدولي. وجاءت تصريحات وزير الخارجية الماليزي داتوك سيري هشام الدين حسين، التي أعلن خلالها بأن إحدى أولوياته في المرحلة القادمة إصلاح العلاقات الثنائية مع السعودية، كمؤشر على التوجهات لتقوية الشراكة بين الرياضوكوالالمبور وإعادتها إلى مسارها الطبيعي ليس لمصلحة البلدين فحسب بل لتعزيز التضامن الإسلامي وإيجاد حلول لقضايا الأمة الإسلامية. ولم يكتف الوزير الجديد بذلك، بل كشف عن توجيه دعوة إلى نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان لزيارة العاصمة كوالالمبور، وبحث سبل تعزيز العلاقات. وقد فشل «تحالف الأمل» الذي كان يترأسه مهاتير محمد في تشكيل الحكومة بعد انسحاب شريك الائتلاف أنور إبراهيم من حكومته ما أدى إلى سقوطها وتكليف محيي الدين ياسين بتشكيل الحكومة الجديدة. وكان مهاتير نظم قمة كوالالمبور المشبوهة في ديسمبر عام 2019، التي شاركت فيها ماليزيا وتركيا وقطر، فيما اعتذرت باكستان. وقُوبلت هذه القمة التي دعا إليها مهاتير المعروف بصلاته القوية مع جماعة الإخوان، برفض تام من الدول الإسلامية كونها نُظِمت بعيداً عن مظلة منظمة التعاون الإسلامي والتي تضم في عضويتها 57 دولة. ووصفت الدول الإسلامية هذه القمة حينها بأنها تسعى للتشرذم ودفن قضايا تهم 1.75 مليار مسلم حول العالم. لقد طوت ماليزيا صفحة الختيار مهاتير.. إنها ماليزيا الجديدة تصحح مسارها.. وتتجه للسعودية.. بوصلة العالم.