تشكل زيارة رئيس الوزراء الماليزي محيي الدين ياسين الى المملكة، تأكيدا للشراكة الاستراتيجية بين الرياضوكوالالمبور، وتكريسا لحرص البلدين على إيجاد حلول لقضايا الامة الإسلامية تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي. وتأتي الزيارة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة الإسلامية التي تتطلب تعزيز التضامن الإسلامي وتفويت الفرصة على أولئك الذين يرغبون بالمتاجرة بقضايا الأمة لحرف مسارها لتنفيذ أجندات مشبوهة. وجاء إعلان وزارة الخارجية الماليزية في بيان لها، عن زيارة رئيس وزراء ماليزيا محيي الدين ياسين إلى المملكة التي تعد أول زيارة رسمية لمحيي الدين للرياض منذ توليه منصبه في الأول من مارس العام الماضي لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والمضي بها إلى مستوى عالٍ بما في ذلك إنشاء لجنة إستراتيجية رفيعة المستوى. وبحسب ما يرى الوزير السابق وأستاذ العلوم السياسية الدكتور أمين مشاقبة في تصريحاته ل«عكاظ» فإن جميع العلاقات السعودية الماليزية ضاربة في الجذور ولن يستطيع أحد المساس بعمق العلاقة السعودية الماليزية، لافتا إلى أن زيارة رئيس الوزراء الماليزي لإعادة بناء العلاقات وفقا لما كانت عليه في السابق. ووصف مشاقبة زيارة رئيس الوزراء الماليزي الى المملكة بأنها رسالة قوية إزاء تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى أن قوى الخير والمحبة والسلام هي من تنتصر في النهاية لأن حركة التاريخ تعيد دوما الأمور الى نصابها. وقال إن قيادة ماليزيا تضع على رأس أولوياتها العمل لترميم علاقاتها مع السعودية، واصفا المملكة بأن لها دورا محوريا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والدينية.وأكد أن كوالالمبور وضعت من الأولويات في سياستها الخارجية تصحيح العلاقات مع السعودية، مبينا أن السعودية تشكل رافعا مهما بفعل وزنها العربي والإسلامي والدولي. ويمكن وصف العلاقات السعودية الماليزية بالقديمة، حيث شهدت العلاقات السياسية بين البلدين خلال مراحل تطورها قدرا كبيرا من التميز خلال العقد السابع من القرن الماضي، حيث قامت ماليزيا بدور مميز إثر حريق المسجد الأقصى في أواخر الستينات من القرن الماضي بإنشاء منظمة التعاون الإسلامي.