في خطوة تستحق الإشادة سبق أن طالبنا بها كثيراً؛ أعلنت وزارة النقل مؤخراً عن توطين مهنة سائقي الأجرة، وهي خطوة تزيد الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية إيجاباً، خصوصاً أن هناك إقبالاً كبيراً من الكثير نحو العمل على مهنة «سائق» من خلال تطبيقات الشركات المختصة بخدمة التوصيل من أبناء وبنات الوطن. من ذلك؛ نحن في انتظار توطين بعض المهن التي لا تزال يمتهنها الوافدون، وتراوح مكانها بحجج لا تصدق، وأتصور لو أن القائمين بالإشراف عليها من القطاعات المعنية أعدوا خططاً تنفيذية مدروسة بزمن محدد فسيحققون نتائج كبرى. أتحدث هنا عن توطين حلقة الخضار وبيع الأسماك «البنقلة»، التي لا تزال تلك الجهات تتجاهل ما يطرح إعلامياً بشأن أهمية توطينها، ولا أظن أنها تحتاج سوى فقط إلى آلية تنفيذ جادة، فلا يعقل ما يتردد على مسامعنا من رفض وعدم قبول من المواطنين لتلك المهن، ولا يمكن أن يصدق وغير مقنع، فأبناء الوطن تألقوا وأبدعوا وتميزوا في صناعات متقدمة ومهن محترفة ونالوا عليها الجوائز. لا أتصور أن مواطناً لا دخل لديه ويعول أسرة لا يقبل أن يكون صاحب «بسطة» في حلقة خضار، وهو نفسه الذي يعمل في «بسطة شاهي» على الجمر ليؤمّن قوت يومه. والغريب أن توطين تلك المهن أخذ من النقاشات الوقت الكثير جداً بالبحث عن حلول وكأنها مهن معقدة وحساسة وتحتاج إلى خبراء واستشاريين، بينما هي لا تحتاج سوى همة جادة من القائمين عليها.