انتشرت في الآونة الأخيرة أكشاك لبيع "الشاهي على الجمر" بصورة بدت مزعجة، خاصة أن من يعمل بها من المخالفين، ومن مِهَن مختلفة؛ فمنهم المزارع والسائق المنزلي والميكانيكي والسباك. وعلى الرغم من ذلك فإن هؤلاء جميعاً يمارسون البيع على مرأى ومسمع من الأجهزة الرقابية "البلديات" دون تفتيش.
وقال محمد خالد العسيري، من قاطني محافظة محايل عسير: "هذه الأكشاك تنتشر بالقرب من الطرق السريعة، ويعمل بها أحياناً عمالة مخالفة لنظام الإقامة".
وأضاف محذراً: "هذا يُعَدّ خطراً محدقاً لانتشار الأمراض الوبائية والمعدية إذا علمنا أن غالبيتهم ليس لديها كروت صحية تفيد بخلوهم من الأمراض". وأكد العسيري أن ذلك "يسهل انتقال الأمراض عبر الأواني التي يُعمل (الشاهي) فيها".
وتساءل العسيري عن دور البلديات في الرقابة والكشف على مثل تلك الأكشاك، التي دائماً يبدأ نشاطها بعد فترة العصر.
أما جابر عبدالله الشهري فقال: "هذه الأكشاك ليس عليها رقابة البتة؛ فبعضهم يستخدم مياهاً غير محلاة (عادية)؛ لعمل (الشاهي)، الذي لا يخضع لتسعيرة معينة".
وأردف "لديهم أنواع كثيرة من (الشاهي)، منها المخلوط والنعناع والمرمية والحبق، وتوضع في أوانٍ ليست نظيفة أحياناً، ولا يوجد لديهم تسعيرة معينة؛ فهي بحسب ما يراه البائع مناسباً، ويستخدمون عبارات رنانة لجذب زبائنهم مثل (شاهي جمر على كيفك) و(هنا عدل مزاجك)".
ويبيع البنجلاديشي محمد شفيق الله رحمن الله "الشاهي على الجمر"، ويقول ل"سبق" إن الدخل اليومي لهذه الأكشاك يتراوح في الأيام العادية ما بين 70 و80 ريالاً، وتزيد في أوقات الذروة "العطل الأسبوعية" إلى نحو 150 ريالاً.
وعن طريقة عمل (الشاهي) والأواني المستخدمة وتكلفة إيجاد مثل هذه الأكشاك أفاد بأنها لا تحتاج إلى رأس مال كبير؛ فهي عبارة عن موقد وأباريق (الشاهي) وطاولة لوضع الأدوات الأخرى "المكونات" ولوحات تعريفية فقط.
ورأى أنها عمل مربح بجهد يسير، وأعرب عن إعجابه ببعض الشبان السعوديين الذين رآهم يعملون بها، لكنهم قلة.
وعن الجولات الرقابية والتفتيشية قال رحمن الله إنه منذ أن بدأ ببيع (الشاهي على الجمر) لم تأتِه البلدية أو المراقبون، مشيراً إلى أن أوقات العمل تبدأ من بعد صلاة العصر حتى الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل. وقال محمد عوض البارقي، الذي كان بصحبة عائلته في رحلة لشواطئ عسير: "قمت بإيقاف سيارتي، وذهبت لأخذ (شاهي على الجمر) من أحد أكشاك بيع (الشاهي)، ومن ثم انصرفت".
واستدرك: "بعد احتساء الكوب شعرت برغبة في التقيؤ واستفراغ كل ما أكلته، ولا أدري أهو من طعم الشاي أم من شيء آخر؛ حيث كان طعمه ثقيلاً، وبه مرارة".
وقال الشاب محمد صالح، الذي التقته "سبق" وهو يمارس عمله في بيع (الشاهي على الجمر)، إن ما دفعه لممارسة بيع (شاهي الجمر) عدم الوقوف مكتوف الأيدي أمام العمالة الوافدة التي تستغل مثل هذه المهنة، وتربح المال والرزق الوفير.
وأضاف بأنه هو وغيره من أبناء الوطن أحق من هؤلاء الأجانب الذين يريدون السيطرة على المهن كلها، وأن الشبان السعوديين لا بد أن يبادروا بالعمل المهني والحرفي؛ فهو ليس عيباً كما يظن الآخرون.
من جانبه قال رئيس بلدية محافظة بارق، خالد مستور، ل"سبق" هاتفياً: تم إنذار محال بيع (الشاهي) الصغيرة والأكشاك من قِبل المراقبين أكثر من مرة؛ كونها غير نظامية". وأضاف: "في حالة عدم التجاوب ستتم مخاطبة المحافظة لردعهم".
وأكد محمد سالم، مسؤول قسم صحة البيئة ببلدية محايل عسير، أن تلك الأكشاك عشوائية، ولم تُمنح تراخيص من قِبل البلدية "وسنقوم بإزالتها بدءاً من اليوم".
ولفت إلى أنه "تم إنذارهم من قِبل المراقبين الصحيين وإعطاؤهم إشعارات بإخلائها".