الحاج يوسف الخضر» 72 عاماً « أحد الأشخاص الذين يمتهنون بيع الخضار والفواكه في حلقة سوق الخضرة منذ ما يقارب 25 عاماً، هذا الرجل يملك من التجارب و الخبرات الحياتية الكثير و التي سيقوم بسرد جزء منها عبر هذه المادة حيث يقول:» تجارب الحياة عديدة ولعل أهمها لدي هي امتهاني لمهنة بيع الخضار والتي أصبحت ملازمة لمن يمارسها بكبار السن، سواء لتسلية وقضاء الأوقات أما بالنسبة للشباب فهي لإثبات الذات، وهذا الشيء قد لامسنا عندما كنا في سن الشباب، حيث كان من يمارسها حريصا أن يثبت لمن حوله أنه قادر على تحمل المسئولية، وأضاف الخضر:» تعد مهنة بائع خضار من المهن الشاقة والمتعبة ولكن فيها من الربح الشيء الوفير، فهي لا تحتاج الا للعزيمة والاصرار وعدم اليأس، كذلك ليست مقتصرة على سن معين أو فئة معينه، والزائر لسوق الخضار يلاحظ أن هناك من هم أفنوا جل عمرهم في البيع والشراء، كذلك من الشباب من يملك المؤهلات العالية التي تمكنه من الالتحاق بأكبر الشركات ولكنهم بعد أن يئسوا من ذلك توجهوا الى مهنة بائعي خضار. ويضيف الخضر قد تجعلك هذه المهنة أكثر صلابة عندما تمر عليك مواقف تجعلك تقف تحت أشعة الشمس و في الرطوبة لساعات طويلة من أجل البيع ، ورغم ذلك فقد اعتاد جسمي على ذلك بعد هذه السنوات الطويلة وصرت لا أشعر بصعوبتها، و على أي حال، على الشباب في هذا الوقت أن يتحلى بالصبر ولا ينبغي أن يضع في حسبانه أن كل شيء مهيئة له فعليه الجد والاجتهاد كي يمكنه من الوصول إلى الهدف الذي ينشده. ويشير الخضر:» أن هناك أحد الشباب الذي لديه بسطة و يعمل بائع في السوق منذ ما يقارب 8 أشهر يعتبر من الشباب الطموح رغم أنه حاصل على درجة الماجستير من أحد الجامعات الأجنبية تخصص تسويق، يعد بمثابة الدرس الذي ينبغي على الشباب الآخرين الاقتداء به لأنه رغم إمكانياته العملية إلا أنه لم يركن لحين الحصول على وظيفة حيث تجده منذ الصباح الباكر وهو يجد بحثاً عن لقمة عيشة، ولهذا أنصح الشباب أن يضعوا في حسبانهم جزءا ولو بسيطا من المسئولية حتى يكونوا قادرين على تحملها في المستقبل.