وسط مخاوف من تمدد الصراع خارج تيغراي وإشعال حرب أوسع في القرن الأفريقي، استمر القتال بين الحكومة الاتحادية والإقليم للأسبوع الثالث على التوالي، بعد تمسك رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد برفض التفاوض مع «جبهة تحرير شعب تيغراي». وجددت الحكومة الإثيوبية، أمس (الأحد)، والحزب الحاكم رفضهما أي تفاوض مع جبهة تيغراي.وأفادت وسائل إعلام رسمية، أن الجيش الإثيوبي سوف يستخدم الدبابات لحصار ميكيلي عاصمة تيغراي، وأنه يحذر المدنيين من أنه قد يستخدم أيضاً المدفعية لقصف المدينة. وقال المتحدث العسكري الكولونيل ديجين تسيجايي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإثيوبية الرسمية، «المراحل القادمة هي الجزء الحاسم من العملية، وتتمثل في حصار ميكيلي باستخدام الدبابات وإنهاء المعركة في المناطق الجبلية والتقدم نحو الحقول». وكانت حكومة آبي اتهمت قوات تيغراي بنسف الطرق وتدمير الجسور لمنع تقدم القوات الاتحادية نحو عاصمة الإقليم ميكيلي، التي يقطنها نحو نصف مليون شخص، وذلك بعد أن أكدت سابقاً أن القوات ستصل قريباً إلى ميكيلي بعد أن استولت على العديد من البلدات المحيطة، كما أعلنت أن أديجرات سقطت أيضاً، وهي على بعد 116 كيلومتراً شمالي ميكيلي. وفيما أرسل الاتحاد الأفريقي مبعوثين إلى أديس أبابا لبدء التفاوض، أكدت الحكومة أن الوفد لا يأتي للتفاوض. وأعلن آبي أحمد أنه لن يخوض محادثات إلا بعد الإطاحة بزعماء الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي. وتحظى الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بشعبية كبيرة في منطقتها الأصلية، وهيمنت على السياسة الوطنية منذ عام 1991 إلى أن تولى آبي السلطة. من جهة أخرى، أعلن رئيس هيئة الأركان السوداني الفريق الركن محمد عثمان أمس (الأحد)، أن بلاده لن تغلق حدودها أمام أي جائع أو متضرر من الحرب في إثيوبيا، لكنها لن تفتح حدودها لاستقبال أي من القوات التي تمثل طرف الحرب، مؤكداً أن قوات الجيش منتشرة على طول الحدود مع إثيوبيا وتعمل على تأمينها مع استمرار تدفق اللاجئين. وقال عثمان خلال جولة قام بها إلى منطقة الحدود: «السودان لا ينحاز لأي طرف من أطراف النزاع في إثيوبيا، ولن نغلق حدودنا أمام أي جائع أو متضرر من الحرب، ولن نفتح حدودنا لاستقبال أي من القوات التي تمثل أطراف الحرب في إثيوبيا». تأتي هذه التصريحات في وقت يواصل اللاجئون من تيغراي التدفق إلى السودان، هرباً من المعارك الدائرة، بعد أن أطلقت حكومة أديس أبابا حملتها العسكرية في الإقليم أوائل الشهر الجاري، محملة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، المسؤولية عن مهاجمة قواعد عسكرية للجيش في المنطقة. وأكدت السلطات السودانية أن استمرار تدفق اللاجئين الإثيوبيين، الذين تجاوز عددهم 30 ألف شخص وقد يصل إلى 200 ألف حسب تقديرات الأممالمتحدة، يمثل ضغطاً اقتصادياً كبيراً، داعية المنظمات الأممية للتدخل السريع وتقديم المساعدات الإنسانية.