• يتناول كثيرون المنتخب بنفس الانتماء للنادي، وأحياناً يتجاهلونه لأنه لا يعني لهم شيئا كما هو حال النادي، وهذا أمر عادي بالنسبة لمن عاش هذا الإرث المتوارث منذ عقود. • وما حاصر المنتخب في هذه الأيام من نقد وانتقاد لا يعدو كونه «كلاما في كلام» نفس النادي فيه أولا وعاشرا. • قبل أن يخرج مدرب المنتخب هيرفي رينارد ويتحدث للإعلام، كنا جميعاً نطالبه بذلك ليوضح أمورا جدلية وخلافية حول اختياراته، وحسناً فعل حينما ظهر وأجاب عن الأسئلة، كل الأسئلة، بكل شفافية ووضوح، إلا أن ثمة إعلاميين لم يعجبهم هذا الظهور للمنتخب دون أن يوضحوا لماذا أمس طالبوا بضرورة مواجهة المدرب للإعلام واليوم انقلبوا عليه؟ • لم أستغرب ذلك، ولن أستغرب هذا التناقض؛ لأنني أعرفهم بعباراتهم المرتبطة بالنادي، وهموم النادي، ومصالح النادي. • على الصعيد الشخصي، أنا مع حديث المدرب وتوجه المدرب، وإن وجدت ما يستحق النقد لن أتردد في ذلك؛ لأنني لا أرتبط بالمنتخب في معزل عن النادي. • ولكي أكشف الوجه الآخر لهذا الإعلام أو ذاك، ماذا لو أعلن اعتزال اللعب للمنتخب لاعب آخر غير الكابتن عبدالله المعيوف، وليكن الكابتن فهد المولد، هل سيعتبرونه أمرا طبيعيا وعاديا ومتعارفا عليه رياضيا، أم ستنصب المشانق له كما فعلوا ذات مرة مع محمد نور؟ • المشكلة أن التعاطي مع هذا الاعتزال كان عاديا وطبيعيا، لكن غداً إن فعلها لاعب آخر من خارج ناديهم المفضل ستنقلب الآراء رأساً على عقب. • ولكي لا يفتح الباب على مصراعيه، أتمنى أن يكون هناك قرار يمنع هذا الاعتزال، اعتزال اللعب للمنتخب، فنحن لسنا هولندا أو البرتغال أو الأرجنتين، نأخذ الأمر بصيغة اللاعب حُر، يرفض المنتخب بجريرة الاعتزال الدولي ويستمر في النادي. • هل تعلم أيها المعتزل أن محمد صلاح عنده منتخب بلاده أولاً، وهل تدرك يا من تفكر في الاعتزال دولياً أن لاعب الإمارات إسماعيل مطر إلى الآن وهو يحلم بالعودة للمنتخب؟ • من أراد الاعتزال يفعل، ولكن لتكن البداية من النادي، أما أن تفعلها لحساب النادي وعلى حساب المنتخب فهذا لا يروق لي. • لاحظوا، لم أتحدث عن الوطنية حتى لا أسمع من يقول «كذا ما يصير»، بقدر ما تحدثت عن حالة وربطتها بحالات، وأخشى أن تليها حالات، وهذا الذي أحذر منه. • علموهم أن المنتخب أهم من أنديتهم، وأخبروهم أن الدفاع عن الخطأ خطأ. • أنصحكم أحبتي المسؤولين بقفل باب الاعتزال الدولي في وجه من سيقلدون المعيوف، إلا في حالة تتمحور في الاعتزال الكلي للعبة من خلال النادي، وهنا يكون الاعتزال طبيعيا ومبررا، أما الاعتزال على طريقة المعيوف فهذا ما يجب أن يرفض. • أخيرا، يقول غابريل ماركيز: إننا لا نموت من الوحدة، نموت من الذين أرخصونا، وكنا نشعر بأنهم الحياة. • ومضة: ما تربينا على كسر الخواطر لو خواطرنا من العالم تكسر امزحوا في كل شي إلا المشاعر جبرها يبطي ويمكن ما تجبّر. Ahmed_alshmrani@