اليوم الوطني التسعون للمملكة العربية السعودية هي مناسبة وطنية نستذكر من خلالها قيام هذا الكيان العظيم على هذه الأرض الطاهرة بعد أن كان أهلها يعانون من الجوع والمرض والفقر والخوف.. فقيض الله لهذه الأرض المباركة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، فوحد شتاتها وأرسى قواعدها على ركائز ثابتة استمدت قوتها وثباتها من الدين الاسلامي الحنيف، فجعل دستورها القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وكان محور اهتمامها الإنسان، فحفظت كرامته في رغد عيشه وصحته وتعليمه وحفظ حقوقه.. وانطلقت التنمية المباركة بتوفيق الله ثم همة وإخلاص قيادة هذا الوطن العظيم ولحمة الشعب الوفي الكريم في ملحمة وطنية قل أن تجد لها نظيرا في التاريخ. إنها قصة نجاح وكفاح مستمرة، فما تحقق من إنجازات في مختلف المجالات يدعو للدهشة، حتى أصبحنا نرصد قفزات وإنجازات بين عام وآخر في حركة دؤوبة تسابق الزمن، فالقيادة جعلت الإنجازات هي التي تتحدث عن نفسها. من يريد أن يعرف قوة السعودية وإمكاناتها فلينظر لها وقت الأزمات، وخير دليل على ذلك أزمة كورونا، التي واجهتها المملكة بكل كفاءة واقتدار تخطيطا وتنفيذا وتسخيرا لكل الإمكانات اللازمة للاهتمام بصحة الإنسان على أراضيها دون تمييز، من خلال مجموعة من الإجراءات والبروتكولات التي أدهشت العالم حتى أن بعض المسؤولين الأجانب من دول متقدمة جدا يوصون رعاياهم المقيمين في المملكة بعدم المغادرة لما يجدون من احترافية في الرعاية والاهتمام بصحة الإنسان. مثال آخر يوضح قوة السعودية في بنيتها التحتية وقدرتها الفائقة في إيجاد البدائل والحلول المناسبة لمشكلة التعليم في ظل هذه الأزمة، فاعتمدت التعليم عن بعد لينطلق العام الدراسي في موعده المحدد بعد أن سخرت الإمكانات ووجهت بتكامل أجهزتها المعنية لضمان نجاح التعليم عن بعد عبر منصة (مدرستي الإلكترونية) والتي تعتبر تجربة فريدة ونموذجا على مستوى العالم بهذا الحجم، أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة من مرحلة رياض الأطفال حتى المرحلة الجامعية يدرسون عن بعد وفق أرقى الخدمات الإليكترونية. المملكة العربية السعودية بهمة قيادتها الرشيدة وعزيمة شعبها العظيم ولحمتهم المباركة نموذج للدولة العصرية المتحضرة.