أثبت ديننا الإسلامي العظيم أنه لا قوة ولا نصر مع الاختلاف والفرقة، قال سبحانه وتعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»، والفشلُ هنا: الجبنُ والضعف، كما ذكر ذلك بعضُ المفسرين. «وتذهب ريحُكم» أي: «قوّتُكُم». من هذا المنطلق جعل مؤسس بلادنا وموحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وحدة الصفّ مقصده، واجتماع الكلمة غايته، وقد عَبَرَ من خلالهما بوطنه، وشعبه إلى بَرِّ الأمان، ثم القوة والصّمود والنصر وبعده الخلود، والتآلفُ والتعاون والاستقرار والبناءِ والنَّماء، بعد أن كانَ عالماً موحشاً، تتناهشُهُ العصبيّاتُ المَقِيْتَة، والجاهليّاتُ المنتنة، والظلام والعمى الحسيّ والمعنويّ. نعم، كانت هديةُ اللهِ العظمى في هذه البلاد -بعد الفطرة الإسلاميّة- أن قيّض لنا الملك الهُمام، عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، فجمع اللهُ به أشتاتَ القلوب والدّيار، فتوحّد الصفّ، واجتمعت الكلمة تحت لواء واحد، وراية شامخة عزيزة ب«لا إله إلاّ الله» فأصبحنا -جميعاً دون استثناء- في قوة، واجتماع، وألفة -بحمدالله- في ظلِّ قيادة حكيمة، جاءت متعاقبة من السّلفِ إلى الخلف، السلطانُ فيها للحقّ حيثُ كان، والوطنُ للجميع، والحقُّ محفوظٌ لصاحبه من صغير وكبير، وذكر وأُنثى، ومقيم ومواطن، دون تمييز أو حيفٍ أو بغي أو تجاهل، على نهج صحيح سليم، وعقيدة نقيّة صافية من المنغصات. إنّها المملكة العربية السعودية، وكفىٰ بها نموذجاً يُدَرَّسُ للعالم المتحضِّر، شكلاً لا مضموناً، في نبذها لمظاهر الجهل العقليّ، والمنطق العنصريّ، والعصبية المكانيّة والقبليّة واللَّونيَّة. ولن يجد الناظرُ إلى العالم من أقصاه إلى أقصاه، مثيلاً أوبديلاً لمملكتنا المباركة، لا في الغرب ولا في الشرق، يحكي هذا التناغم والتعايش والتآلف الوطني الجميل، بين أطيافه وقبائله ومناطقه وألوانه. فحمداً لك اللهم على هذا الفضل والعطاء والسَّخاء، والوحدة والإخاء، والعدل والمساواة في وطننا السعوديّ المجيد. ثم الدعاء الخالص لمؤسس هذا الكيان الوطنيّ العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، ولأبنائه الملوك البررة من بعده، بالرحمة والرضوان، والسمع والطاعة، والنصر والتمكين، لقائدنا ووليّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السموّ الملكي الأمير محمد بن سلمان. حفظ الله قيادتنا الرشيدة، وأدام لُحمتنا الوطنية.