الشعر عند العرب لم يكن قولاً عابراً، بل كان فضاءً واسعاً يعبر فيه العربيّ عن أحاسيسه، فيرسمها في لوحة رسامٍ، كأن من يقرأها أو يسمع بها، يعيش تفاصيلها، تملؤها الحكمة الأخّاذة، والأخلاق السامية الرفيعة، يعتز به أهله ويفتخرون بكل ما فيه، وإن شابته بعض الشوائب لا تعكر صفوه الجميل، ومنهم عمرو بن معد يكرب الزبيدي المذحجي ويكنى بأبي ثور، كان أحد الصحابة، وارتد بعد وفاة النبي محمد، ثم رجع إلى الإسلام وحسن إسلامه، وهو شاعر وفارس اشتهر بالشجاعة والفروسية حتى لُقِّبَ بفارس العرب، وكان له سيف اسمه الصمصامة، وقد شارك في معارك كثيرة في عهد أبي بكرٍ ثم عمر، وقِيل إنه هو من قتل رستم فرخزاد في إحدى معارك المسلمين مع الفرس.. يقول: لَيْسَ الجَمالُ بِمِئْزَرٍ فاعْلَمْ، وإِنْ رُدِّيتَ بُرْدَا إِنَّ الجَمالَ مَعادِنٌ ومَناقِبٌ أَوْرَثْنَ مَجْدَا أَعْدَدْتُ لِلحَدَثَانِ سا بِغَةً وعَدَّاءً عَلَنْدْى نَهْداً، وذا شُطَبٍ يَقُ دُّ البَيْضَ والأَبْدَان قَدَّا وَعِلْمِتُ أَنِّي يومَ ذا كَ مُنازِلٌ كَعْباً ونَهْدَا قَوْمٌ إِذا لَبِسُوا الحَدِي دَ تَنَمَّرُوا حَلَقاً وقِدَّا كُلُّ امْرِئٍ يَجْرِي إلى يَوْمِ الهِياجِ بِما اسْتَعَدَّا لَمَّا رَأَيْتُ نِساءَنا يَفْحَصْنَ بالمَعْزاءِ شَدَّا وبَدَتْ لَمِيسُ كأَنَّها قَمَرُ السَّماءِ إِذا تَبَدّى وبَدَتْ مَحاسِنُها التي تَخْفَى، وكانَ الأَمْرُ جِدّا نازَلْتُ كَبْشَهُمُ ولَمْ أَرَ مِن نِزالِ الكَبْشِ بُدّا هُمْ يَنْذِرُونَ دَمِي، وأَنْ ذِرُ إِنْ لَقِيتُ بأَنْ أَشُدّا كَمْ مِن أَخٍ لِيَ صالِحٍ بَوَّأْتُهُ بِيَدَيَّ لَحْدا ما إِنْ جَزِعْتُ ولا هَلِعْ تُ ولا يَرُدُّ بُكايَ زَنْدا أَلْبَسْتُهُ أَثْوابَهُ وخُلِقْتُ، يومَ خُلِقْتُ، جَلْدا أُغْنِي غَناء الذَّاهِبي نَ، أُعَدُّ لِلأَعْداءِ عَدّا ذَهَبَ الذينَ أُحِبُّهُمْ وبَقِيتُ مَثْلَ السَّيْفِ فَرْدا