يؤكد الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، الذي دعت له مصر لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا، وعقد أمس في القاهرة، على استشعار الدول العربية خطر التدخل التركي في ليبيا، إذ بدأ بنشر الإرهاب في ليبيا عن طريق نقل المرتزقة إلى الداخل الليبي، ودعمهم بالسلاح، لتحقيق أهدافه في السيطرة على ثروات ليبيا من النفط والغاز. هذا الرفض العربي الصريح لا يكفي دون أن يتحول إلى جبهة عربية موحدة في مواجهة الخطر التركي الذي يقوده أردوغان، إذ لا يقتصر على الداخل الليبي، بل يهدد الكثير من الدول العربية، حيث يحاول الرئيس التركي أن يبسط نفوذه على الداخل الليبي، لحماية تنظيم الإخوان والأحزاب المتفرعة عنه في ليبيا وتونس وصولا للمغرب. الهدف التركي لم يعد خافياً على الكثير من دول المنطقة، وهو ما أكده وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية، إذ أكد أن مصر دأبت على التحذير من خطورة انتشار الإرهاب في ليبيا، مشدداً على أن مصر «لم ولن تتهاون مع الإرهاب وداعميه، ولن تتوانى عن اتخاذ كل إجراء كفيل بمنع وقوع ليبيا الشقيقة وشعبها الأبي الكريم تحت سيطرة الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة». كما أن موقف وزراء خارجية الدول العربية، أكد على رفض وإدانة التدخل العسكري التركي في ليبيا، وكذلك رفض وإدانة قيام أنقرة بنقل مقاتلين «إرهابيين» أجانب إلى الأراضي الليبية، باعتبار ذلك يشكل تهديداً مباشراً للأمن العربي وللأمن والسلم الدوليين، وانتهاكاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. هذه الإدانة العربية لابد أن تتبلور لتشكيل جبهة قوية في مواجهة التوسع التركي في الأراضي العربية، بعد أن احتلت تركيا مناطق في شمال سورية والعراق، وتمكنت من إنشاء قاعدة في قطر، وتسللت إلى مناطق أخرى في أفريقيا، وتحاول التغلغل في ليبيا وتونس، ولابد أيضاً أن يكون للمجتمع الدولي كلمة حاسمة قبل أن تدخل المنطقة بأكملها في حرب طاحنة وفوضى عارمة لن يسلم منها أحد.