كان من الصعب التنبؤ قبل ستة أشهر بمدى سرعة انتشار الجائحة وتمكنها من تغيير حياتنا وتأثيرها على اقتصاد العالم. لأنه للتغلب على هذه الجائحة التي أثّرت علينا جميعاً، فإننا نحتاج إلى العمل سوياً بشفافية كاملة، وتبادل المعلومات وفهم كيفية محاربة فايروس كورونا (كوفيد-19) والسيطرة على انتشاره ومنع تفشيه في المستقبل. هذه الأزمة العالمية تتطلب جهداً عالمياً. لقد تأثرنا جميعاً بهذه الأزمة، وهذا الآن هو الوقت المناسب للتعاون لمواجهة هذه الجائحة وتجنب أي جائحة أخرى في المستقبل قد تؤثر سلبياً على حياة وصحة العديد من الأشخاص حول العالم. التاريخ يثبت أننا قادرون على مكافحة طوارئ الصحة العامة داخل بلادنا، بينما نقوم بمساعدة الدول الأخرى في احتواء انتشار الأمراض في الخارج. نقوم بذلك لإننا نعلم أن مكافحة كوفيد-19 خارج حدودنا يعني عالماً أكثر صحةً. في الواقع عملت المراكزالأمريكية لمكافحة الأمراض واتقائها هنا في المملكة العربية السعودية لأكثر من ثلاثين عاماً، وقام البرنامج بتدريب 140 خبيراً سعودياً مختصاً بمكافحة الأمراض؛ وذلك للعمل على حماية صحة الشعب السعودي وسلامته، فلقد عملنا معاً في بذل جهود حازمة للتعامل مع الأمراض المزمنة في المملكة مثل السكري وأمراض القلب، وأيضاً الحد من إصابات الطرق، والآن نحن نعمل سوياً لمكافحة كوفيد-19. فريق العمل في القنصلية العامة الأمريكيةبجدة يقدر التعاون الوثيق مع الحكومة السعودية والقطاعين العام والخاص ومع أصدقائنا السعوديين. لطالما كان الأمن الصحي العالمي مصدر اهتمام للحكومة الأمريكية، فالولاياتالمتحدة هي أكبر مساهم في الأمن الصحي العالمي لأكثر من نصف قرن، إذ ساهمت في القرن الحادي والعشرين بأكثر من 140 مليار دولار في المساعدات الصحية العالمية، وذلك من خلال سخاء الشعب الأمريكي وأعمال الحكومة الأمريكية، كما تواصل الولاياتالمتحدة قيادة المواجهة العالمية لمكافحة جائحة كوفيد-19، بينما تحارب الفايروس داخل البلاد. والتزمت الحكومة الأمريكية منذ ظهور جائحة كوفيد-19 بتقديم أكثر من 500 مليون دولار كمساعدات تهدف على وجه التحديد إلى مكافحة هذه الجائحة. منذ بداية هذا الجائحة بذلت قواتنا المسلحة جهوداً جبارة في الخطوط الأمامية، إذ قام الجنود الأمريكيون في أوروبا ببناء مستشفيات ميدانية، كما قام الأطباء العسكريون الأمريكيون بمعالجة المرضى غير المصابين بكوفيد-19 في المرافق الأمريكية، إضافة إلى قيام الجنود الأمريكيين بمساعدة السلطات المحلية في ألمانيا وبولندا وبريطانيا وبلدان أخرى. نحن نعمل مع حلفائنا في حلف شمال الأطلسي لتنسيق المخزون بين العواصم واستخدام خطط الشحن العسكرية لنقل المعدات إلى أوروبا ومن أبعد مكان مثل كوريا الجنوبية. نحن نلتزم بما على الحلفاء فعله وهو دعم بعضنا البعض. وفى أوائل فبراير من هذا العام، عندما كانت الصين مركز كوفيد-19، قامت الولاياتالمتحدة بتسليم أكثر من 17 طناً من الإمدادات الطبية التى تبرع بها الشعب الأمريكى للمساعدة فى الحفاظ على سلامة العاملين فى مجال الرعاية الصحية في الصين. ونحن نواصل تقديم المساعدات للشعب الصيني. لم يقتصرالأمريكيون بتقديم المساعدة من خلال الجهات الحكومية فقط، بل نهجنا الأمريكي هو مساعدة الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال السخاء والكرم المقدم من الأعمال التجارية الخاصة والجمعيات غير الربحية والمنظمات الخيرية والمنظمات الدينية، إضافة إلى الأفراد. وقد قدم الأمريكيون ما يقارب 3 مليارات دولار مساعدات، إضافة إلى ما قدمته حكومة الولاياتالمتحدة. على سبيل المثال، التزمت شركة فورد للسيارات، بالتعاون مع جنرال إلكتريك للرعاية الصحية بإنتاج خمسين ألف جهاز تنفس اصطناعي خلال المئة يوم القادمة وإنتاج ثلاثين ألفاً شهرياً بعد ذلك. وقد ضاعفت شركة 3M الأمريكية من إنتاجها لأقنعة التنفس N95 في جميع أنحاء العالم. الولاياتالمتحدة والشعب الأمريكي يواصلان تمثيل القيادة الأمريكية من خلال المساعدات الصحية والإنسانية جنباً إلى جنب مع الدول الأخرى، سنتمكن من هزيمة هذه الجائحة معاً. * القنصل العام الأمريكي في جدة