فيما تستعد الدوريات الأوروبية لاستئناف نشاطها الرياضي، بعد أن قرر مسؤولو الاتحاد الألماني لكرة القدم عودة المسابقات الرياضية منتصف الشهر الجاري في بوادر لانتهاء خطر جائحة كورونا، أكد مصدر في الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن نجاح التجربة الأوروبية سيشجع على استئناف الدوري المحلي في يونيو القادم، على أن تستمر التدريبات 30 يوماً قبل بدء المباريات بشكل رسمي. كما أكد الاتحاد السعودي ل«عكاظ»، في سؤال عبر نافذة التواصل الإعلامي في الموقع الرسمي عن مصير الدوري السعودي هل سيعود ومتى، أن الموسم الرياضي سيستأنف متى ما تهيأت الظروف وبالتنسيق مع الجهات المختصة التي يتم التواصل معها بشكل دائم، وستتم دراسة كافة الخيارات المناسبة في حينه. شويل: تقديم انطلاقة الدوري من جانبه، أكد المشرف العام على فريق أبها وعضو مجلس الإدارة عبدالله شويل، أن الموعد المبدئي لعودة الدوري في شهر أغسطس مع احتمالية تقديمه لمدة شهر في حال نجحت الدوريات الأوروبية في ذلك. وقال ل «عكاظ»: «نحن متفائلون أن الأزمة الحالية ستنتهي وجهات الاختصاص تقوم بعملها على أكمل وجه للقضاء على هذه الجائحة، وفي ما يخص استمرار الدوري من عدمه فمن العدالة أن يستمر الدوري وتستكمل ما تبقى من المباريات، وليس من العدالة إلغاء الموسم كون توجد فرق عملت واجتهدت ودفعت وجلبت لاعبين ومدربين فمن الصعوبة إلغاء الموسم». وتابع شويل: «ما ذنب الأندية التي تنافس على الصعود؟ إذ إنها جهزت وهيأت فريقها للصعود وليس من العدالة إلغاء الموسم الحالي». وتابع: «نادي أبها يقبع في المركز التاسع (منطقة الدفء) وفي حال استكمال الدوري سنسعى وسنعمل جاهدين للبقاء وعدم الهبوط، وجميع الفرق لها حظوظ كبيرة سواء بالمنافسة على تحقيق اللقب أو بالابتعاد عن الهبوط». وقدم شويل اقتراحاً بشأن استكمال ما تبقى من مباريات الدوري والبالغ عددها 8 جولات، أن تلعب في نصف سبتمبر القادم (ضغط المباريات)، بحيث تلعب كل خمسة أيام جولة وسوف ينتهي الدوري في خلال 40 يوماً فقط بنهاية شهر سبتمبر، وتتم فيها معرفة البطل والأندية الصاعدة والهابطة، وبعدها يتم منح الفرق راحة قصيرة لمدة 14 يوماً وثم العودة للتحضير للموسم الجديد، شرط أن يكون في 15 أكتوبر، وترحيل ما تبقى من مباريات كأس الملك (نصف النهائي) قبل انطلاق الموسم الرياضي الجديد. المهيدب: شهر يكفي من جانبه، توقع مدرب اللياقة الوطني عبدالله المهيدب أن شهراً كاملاً يكفي اللاعبين للإعداد للعودة من جديد لخوض المباريات، مبيناً أن توقعه مبني على قياس متوسط مثابرة اللاعبين على التدريبات خلال فترة الحجر المنزلي. وأبان في حديثه ل «عكاظ» أن المسألة تختلف من لاعب لآخر ومن فريق لآخر، إذ يتوقف على البرامج التي توضع من مدربي اللياقة وجودتها ومدى تطبيق اللاعبين له، كما أن لياقة اللاعبين لا تتوقف على التدريبات فحسب، بل يتأثر بغذاء اللاعب ونومه وكلما كان أكثر انضباطاً كان إعداده أسهل. وشدد على ضرورة حفاظ اللاعبين على لياقتهم قدر الإمكان وليس رفعها، مبيناً أن منهم سيعود للتدريبات بلياقة أقل من المطلوب، لذلك يحتاج تدريبات لمدة شهر كامل حتى يستطيع خوض مباريات لمدة 90 دقيقة. وأكد المهيدب أن رتم الدوري سيبدأ ضعيفاً، ولن تشهد المباريات قوة وسرعة في الرتم والأداء نظراً إلى فترة التوقف الطويلة وعدم أداء اللاعبين لتدريباتهم الاعتيادية في الأندية، لكن مع دوران عجلة المباريات سيرتفع الأداء مقروناً بسرعة الرتم حتى تستعيد المباريات قوتها ووهجها. وأكد حاجة مدربي اللياقة لمعرفة روزنامة المباريات والفترة الفاصلة بين استكمال مباريات الموسم الحالي وبدء الموسم الجديد، حتى يستطيعوا البناء عليها في برنامج التدريبات خوفاً من انتشار الإصابات في ما بعد، لعدم ملاءمة التدريبات مع عدد المباريات والفترة الزمنية الفاصلة بينها. الأبرق: عودة تدريجية وأشار التونسي سليم الأبرق المعد البدني للنادي الأهلي، إلى أن فترة الإعداد المثالية للاعبين يجب أن تصل إلى 6 أسابيع، وقال: «نظراً إلى أننا نمر في الفترة الحالية بظروف خاصة ومختلفة تماماً عن فترة الإجازة الاعتيادية بين الموسم والآخر، إذ وصلنا الآن إلى توقف سلبي للاعبين تجاوز الشهرين والنصف، فنحن بحاجة بعد العودة إلى قرابة ال 6 أسابيع تتخللها اختبارات لياقية ومباريات ودية متدرجة ما بين الأسهل إلى الأصعب قبل أن يستعيد اللاعب لياقته الكاملة للمباريات». وأضاف: «أرى أن فترة ال 6 أسابيع ضرورية جداً خصوصاً أن اللاعب في الوقت الحالي يُجري تدريبات لياقية داخل الحجر المنزلي تحافظ على لياقته فقط ولا تطورها، وهو بحاجة إلى العمل الميداني المكثف للعودة بأكمل جاهزية، لاسيما أن العمل من المنزل يختلف من لاعب إلى آخر بحسب التغذية والعوامل المختلفة للإعداد». الحجري: الأكسجين مفقود وأوضح المعد البدني التونسي شادي الحجري، الذي سبق له العمل في عدد من الأندية في بلاده والمنطقة الخليجية كان آخرها نادي جدة، أن اللاعبين يحتاجون لمدة كافية لاستعادة وضعهم اللياقي الطبيعي، في فترة تتراوح ما بين 6 إلى 8 أسابيع، مع خوض عدد من المباريات الودية لأنديتهم، حتى تكتمل لياقة اللاعب بالصورة المميزة الذي كان عليها قبل ظهور الجائحة العالمية فايروس «كورونا». وقال ل «عكاظ»: «هناك فروقات بين التمارين اليومية والاعتيادية داخل المستطيل الأخضر، والتي يمارسها اللاعبون حالياً في المنزل «الحجر المنزلي»، إذ إن التمارين المنزلية يجب أن تكون تحت إشراف مختص في الإعداد البدني دون سواه، ثم إن تأدية اللاعبين التمارين داخل «المنزل» غير كافية لأن التمارين هي للمحافظة على اللياقة البدنية بنسبة 60 إلى 80%، وعدم العودة إلى نقطة صفر، كما أن غياب الكرة والتمارين الجماعية تؤثر سلباً على جاهزية اللاعبين، لذلك سيحتاجون إلى تمارين تكون هوائية متدرجة لاسترجاع كمية الأكسجين التي تم فقدانها خلال الفترة الماضية، ثم برنامج متكامل من تقوية إلى سرعات». وتابع: «يجب التطرق إلى نقطة مهمة جداً ألا وهي التأثيرات الذهنية والنفسية أثناء «الحجر المنزلي» كون اللاعب في مثل هذه الظروف يمر بأزمة مختلفة الجوانب مثل «الرياضية، والعائلية، والمادية، والاجتماعية»، ولهذا يجب حل تلك الأزمة من جميع النواحي والمتابعة النفسية يجب أن تكون من قبل أخصائيين بهذا المجال، لأن هؤلاء الأخصائيين الذين سيكونون قريبين من اللاعبين يملكون آليات متمرسون عليها».