تحظى الحالات الحرجة، والمستشفيات التي تحتاج إلى العقار بشدة على الأولوية في الحصول على علاج ريمديسيفير التي وافقت عليه إدارة الأغذية والدواء الأمريكية (FDA) أمس (الجمعة)، وذلك بموجب التصريح بالاستخدام في حالات الطوارئ، والذي يجعل ريمديسيفير أول عقار صرح باستخدامه لعلاج المصابين بفايروس كورونا المستجد. وأضاف مسؤولي الشركة أنه سيكون هناك تعاون مع شركاء دوليين لتوسيع نطاق إنتاج العقار. وأشارت الشركة إلى إنها تبرعت بنحو 1.5 مليون جرعة تلبية الاحتياجات الطبية العاجلة، وهو ما يعني إمكانية توفير نحو 140 ألف دورة علاجية، حيث تسعى الشركة لإنتاج 500 ألف دورة علاجية بحلول أكتوبر، ومليون دورة بحلول ديسمبر 2020 وملايين أخرى في عام 2021، إذا لزم الأمر. ريمديسيفير هو مضاد للفايروسات أنتج في بادئ الأمر للعلاج من فايروس إيبولا الذي ظهر في أفريقيا وأظهر نتائج جيدة، لكن بعض الدول المصابة به فضلت استخدام أدوية أخرى. وعاد الحديث حول العقار مرة أخرى بعد أن أظهر نتائج إيجابية لعلاج مرضى فايروسي «سارس» و«ميرس»، حيث قالت الشركة المنتجة له «غيلياد ساينسز» على موقعها إنه أظهر تأثيرا في المختبر وفي أجسام نماذج حيوانية حية على «ميرس» و «سارس» وكلاهما من عائلة كورونا، وبنيتهما تشبه بنية الفيروس الجديد، ما يشير إلى أنه يمكن أن يؤثر على الفايروس المستجد أيضا، وذلك نقلا عن موقع (الحرة). ويعمل العقار على منع الفايروس من التكاثر في الجسم من خلال تثبيط عمل إنزيم معين يحتاج إليه الفيروس للتكاثر. وبعد الحصول على موافقة إدارة الأغذية والدواء الأمريكية (FDA) للقيام بتجارب سريرية، شرعت الشركة منذ مارس في عدة تجارب على عدد كبير من المرضى. وتم تقسيم التجارب على ثلاث مراحل، وكان الهدف هو تقييم سلامة وفعالية الدواء، ومدى فعالية إعطاء المرضى من ذوي الحالات الحرجة جرعتين، الأولى مدتها خمسة أيام والثانية 10 أيام. وذكر المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، الذي شارك بالتجارب، تفاصيل إحدى التجارب التي أجراها على أكثر من 1000 مريضو وأشار المعهد إلى أن المرضى الذين أعطوا العقار تحسنت حالتهم في المتوسط بعد 11 يوما، مقارنة بمتوسط 15 يوما لمن لم يتلقوا العلاج. وأعرب خبير الأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي الذي يترأس المعهد، عن تفاؤله من أن العقار قد يحدث فرقا في تسريع شفاء بعض المرضى. وقال: «تظهر البيانات أن ريميديسيفير له تأثير واضح وإيجابي في تقليص الوقت اللازم للتعافي». وأضاف أن النتائج تثبت أن «دواء يمكن أن يمنع هذا الفايروس ويفتح الباب أمام حقيقة أن لدينا الآن القدرة على علاج» المرضى. وأظهرت التجارب التي أجريت حتى الآن أن المرضى تعافوا من الالتهاب الرئوي ولم يعودوا بحاجة إلى دعم الأوكسجين. وأفاد موقع (ستات) الإخباري الطبي على الإنترنت أن مستشفى تابعا لجامعة شيكاغو شارك في دراسة خاصة بالدواء قال إنه رصد تعافيا سريعا من أعراض الحمى والجهاز التنفسي حيث غادر جميع المرضى تقريبا المستشفى خلال أقل من أسبوع.