في تطور كان متوقعا بفعل الضغوط، اعتذر رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي عن الاستمرار في تشكيل الحكومة العراقية، وكلف الرئيس برهم صالح، اليوم (الخميس)، رئيس جهاز المخابرات الوطني مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة الجديدة. وتعهد الكاظمي عقب تكليفه بالعمل على تشكيل حكومة تضع تطلعات العراقيين ومطالبهم في مقدمة أولوياتها، وتصون سيادة الوطن وتحفظ الحقوق وتعمل على حل الأزمات، وتدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام. وأفادت كالة الأنباء العراقية، أن الزرفي أعلن انسحابه من التكليف بتشكيل الحكومة. وقال الزرفي، وفقا للمصدر: «اعتذاري عن التكليف مرده الحفاظ على وحدة العراق». وأضاف: «رسالتي الوطنية وصلت، وهي تحمل بين طياتها ما يشرف تاريخي السياسي والمهني». وأصبح الكاظمي المحاولة الثالثة لاستبدال عبدالمهدي منذ بداية العام 2020، بعد اعتذار الزرفي، وقبله محمد علاوي لتعذر إيجاد توافق سياسي في البرلمان الأكثر انقساما في تاريخ العراق. وأمام الكاظمي (53 عاما) الآن 30 يوما لتقديم تشكيلته الحكومية. ويحمل مصطفى الكاظمي المولود في بغداد عام 1967 شهادة بكالوريوس بالقانون. وكان قد تنقل في دول أوروبية عدة خلال فترة معارضته نظام صدام حسين، قبل أن يتولى رئاسة جهاز المخابرات عام 2016 خلال فترة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي. وكان الرئيس العراقي كلف منتصف مارس الماضي عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة العراقية، بعد أن فشلت اللجنة السباعية (المؤلفة من أبرز 7 كتل شيعية في البرلمان العراقي) في التوافق على اسم موحد لتشكيل الحكومة. ومنذ استقالة حكومة عادل عبدالمهدي في ديسمبر الماضي، يعيش العراق ركودا سياسيا، أولا في مواجهة حراك شعبي انطلق في الأول من أكتوبر، وثانيا لتضرر ثاني أكبر منتجي النفط في منظمة أوبك من انهيار أسعار الخام، بتأثير تفشي وباء كوفيد-19 الذي أودى ب69 شخصا حتى الآن في العراق.