من الطبيعي أن تجد تخوفا كبيرا وحالة هلع من وباء كورونا الجديد، الذي بدأ ينتشر في العالم، ومن الطبيعي أيضا أن تعمل كل الدول على حماية شعوبها من شر تفشي هذا المرض؛ لذا ليس من المنطق أن تقف الحكومات موقف المتفرج دون حلول واضحة تحمي البشر من هذا الوباء، ومن أهم الإستراتيجيات لمواجهة هذا المرض هو وجود خطة طوارئ تتناسب مع خطورة المرض، وهذه الخطة تكون دقيقة وناجعة بالشكل المطلوب، إذ لا مجال لخوض تجارب بين نسب نجاح أو فشل، فالأحداث المفاجئة يجب أن يكون الاستعداد لها بالخطط المناسبة التي تضمن أعلى سبل الحماية والحذر، وتكون احتمالية الفشل فيها ضئيلة جدا. في المملكة العربية السعودية اتخذت الدولة كل السبل المناسبة لحماية الشعب من تفشي هذا المرض بين المواطنين والمقيمين، وجميع القرارات التي اتخذت في هذا الصدد كان مردودها إيجابيا من خلال ضعف الحالات المكتشفة في السعودية، وقد كان قرار إيقاف العمرة مؤقتا للمواطنين والمقيمين من أهم القرارات في هذا الجانب، ولا يوجد لدي شك بأن كل ما زاد عدد المصابين بهذا الوباء -لا سمح الله- سيقابله قرارات احترازية أكثر وأشمل. إن اهتمام الحكومة السعودية بكل تداعيات هذا الوباء والخطوات الاحترازية المتبعة حتى الآن أمر يثلج الصدر، ويعطي انطباعا إيجابيا للمقيم قبل المواطن بمدى حرص الحكومة السعودية بكل مكوناتها على سلامة كل الأفراد الذين يعيشون على أرضها، فوزارة الصحة مشكورة خصصت أعدادا كبيرة من المستشفيات للاهتمام بكل مصاب يشتبه به، ووضحت مدى أهمية كشف بعض المعلومات التي تهمها لتدارك الأمر بشكل فعلي وعملي، كأن يوضح كل مواطن سعودي كان خارج السعودية مكان وجوده قبل أربعة عشر يوما، وهي فترة احتضان الفيروس، وقد وضعت الوزارة مشكورة أرقاما تهم الجميع للتواصل معهم متى ما شعر أي شخص ببعض الأعراض المشابهة لفيروس كورونا الجديد. أما في ما يخص العمل الرياضي المرتبط بالمسابقات المحلية والإقليمية والأماكن التي ينتشر فيها المرض بكثرة، يجب أن تتبع الخطوات الصحيحة المطلوبة لمنع تفشي فيروس كورونا الجديد، ومن أهم تلك الخطوات العمل على منع الجمهور الرياضي المتابع للمسابقات الرياضية من الحضور، هذا إذا تبين لنا قلة انتشار المرض، وضعف الحالات المنتشرة في الدولة، لكن حين تتزايد الحالات فالأمر يتطلب قرارات أخرى، كإيقاف المنافسات الرياضية وتأجيلها إلى وقت لاحق أو إلغائها. إن خطورة هذا الوباء تلغي أي اعتبارات أخرى، فالرياضة ومسابقاتها ليست أهم من صحة الإنسان، وكنت أتمنى من الاتحاد السعودي ومن خلفه وزارة الرياضة دعم المقترح المقدم من الأندية الأربعة المشاركة في بطولة آسيا بإلغاء هذه النسخة دون النظر لعملية تكرار التأجيل، على أن تقام نسخة جديدة في الموسم القادم. دمتم بخير وسلامة