سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مواطنون وأطباء يتساءلون: مع قرب حج هذا العام.. ماذا أعدت "الصحة" لمواجهة "إيبولا" القاتل؟ أحد أخطر الفيروسات القاتلة عالمياً التي لا علاج لها.. و14 حالة وفاة يومياً
- العالم منشغل هذه الأيام -بمختلف منظماته الصحية والإنسانية- بمحاصرة "إيبولا" القاتل ومنع انتشاره عالمياً. - منظمة الصحة العالمية رصدت خطة دولية ب100 مليون دولار لمكافحة الفيروس والسيطرة على الوباء. - الاستعدادات الوقائية التي اتخذتها السعودية.. هل تكفي لتفادي تسرّب الوباء إليها من حجاج إفريقيين؟ - محمد الحافي: على وزارة الصحة والإعلام التعريف أكثر بهذا المرض وخطورته حتى نستطيع التعامل معه. - خالد النغيمشي: إيقاف تأشيرات العمرة والحج لا يكفي ولا نريد تكرار الفوضى كما في "أنفلونزا الطيور والخنازير" و"كورونا". - الدكتور إبراهيم العفيصان: تحذيرات منظمة الصحة العالمية بكارثية الانتشار تجعلنا نطالب بتعزيز التدابير في مراكز المراقبة الوبائية السعودية. - الدكتور خالد مرغلاني: "الصحة" تتابع عن كثب الوضع الوبائي للمرض لمنع القادمين من أي دول تظهر فيها العدوى.
شقران الرشيدي- سبق- الرياض: ينشغل العالم هذه الأيام -بمختلف منظماته الصحية والإنسانية- بكيفية محاصرة فيروس "إيبولا" القاتل الذي ظهر في دول غرب إفريقيا: (غينيا، وليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون)، وفي إيقاف انتشاره إلى مناطق ودول جديدة؛ لا سيما وأن هذا الفيروس الشرس أدى إلى وفاة العديد من مواطني تلك الدول بمعدل 14 وفاة يومياً؛ بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية. والفيروس -كما تُعَرّفه المنظمة- هو أحد أخطر الفيروسات القاتلة المعدية على مستوى العالم، والأول من نوعه في غرب إفريقيا منذ نحو 20 عاماً؛ إذ تبلغ معدلات وفاة المصابين به نحو 90% بدءاً من الإصابة، ثم حدوث أعراضه كالقيء، والإسهال، والنزيف الداخلي والخارجي.
ومع قرب موسم الحج هذا العام، ومع إعلان وزارة الصحة السعودية فرض حظر تأشيرات العمرة والحج من الدول الإفريقية التي انتشر فيها وباء "إيبولا"، تساءل العديد من المواطنين والمقيمين عن الاحتياطات التي يجب أن تُتّخذ لتفادي انتشار العدوى بالفيروس القاتل، وعن إمكانية انتقاله للأراضي السعودية خلال موسم الحج القادم؛ يقول المواطن محمد الحافي "والله لا أعلم شيئاً عن هذا المرض؛ لكن أسمع أنه منتشر في إفريقيا، وأعتقد أن على وزارة الصحة السعودية والإعلام في السعودية التعريف بهذا المرض وخطورته؛ حتى نستطيع التعامل معه في حال حصل -لا سمح الله- وانتشر أثناء الحج".
أما المواطن خالد النغيمشي فيعتقد أن إيقاف تأشيرات العمرة والحج عن الدول المصابة به لا يكفي؛ بل لا بد من اتخاذ إجراءات أخرى أشد؛ كتوفير التلقيحات اللازمة، والتطعيمات الضرورية لإيقاف انتشاره قبل وصوله. ويقول: "لا نريد تكرار الفوضى، والتخوف، والارتباك الذي حصل أثناء ما تم تداوله في المرات السابقة في حمى أنفلونزا الطيور، والخنازير، والآن كورونا".
كما أبدى العديد من المراقبين، وخبراء الصحة التخوف من انتشاره بين الحجاج، والقادمين للأراضي المقدسة؛ متسائلين عن الاستعدادات الوقائية التي اتخذت لتفادي تسرب الوباء إليها من حجاج إفريقيين قد يكونون حاملين للفيروس دون أن يظهر عليهم أعراض المرض؛ مطالبين وزارة الصحة والجهات المعنية بمزيد من الجهود والاهتمام للتحكم في عدوى هذا الفيروس الذي لا يوجد له علاج حتى الآن.
ويقول الدكتور محمد خورشيد، من مجمع الملك سعود الطبي بالرياض: "لا زالت المعلومات حول انتشار الوباء غير متكاملة؛ لكنها تؤكد شراسة الفيروس وخطورته وسرعة انتشاره"؛ موضحاً أهمية سرعة اتخاذ التدابير من وزارة الصحة السعودية، والجهات المعنية في الجوازات، والجمارك لمنع وصوله للأراضي السعودية من أجل المصلحة العامة، وحفاظاً على صحة المواطنين والمقيمين فيها.
أما الدكتور إبراهيم العفيصان، مستشفى الملك خالد الجامعي؛ فيرى أن تحذيرات منظمة الصحة العالمية بكارثية انتشار وتفشي وباء "إيبولا" بهذا الشكل المخيف، تكفي لاتخاذ التدابير والتعميم على مراكز المراقبة الوبائية في الموانئ السعودية للكشف على القادمين من تلك الدول وتقديم اللقاحات والتطعيمات اللازمة لهم لمنع انتشاره.
وكان الدكتور خالد المرغلاني المتحدث الرسمي لوزارة الصحة قد ذكر في تصريح صحفي أن السعودية قامت -ومنذ عدة أشهر- بفرض حظر على تأشيرات العمرة والحج من تلك الدول، وأضاف أن وزارة الصحة تقوم من جهتها بإشعار وتعريف منسوبيها في شتى منافذ وموانئ الدخول للملكة بكيفية التعرف، والتعامل مع هذه الحالات بما في ذلك معايير التحكم في العدوى، وقال إن "الصحة" تتابع عن كثب الوضع الوبائي للمرض بالتواصل مع منظمة الصحة العالمية للنظر في منع القادمين من أي دول يظهر فيها المرض من جراء عدوى داخل البلد نفسها.
الجدير بالذكر أنه ولشدة خطورة هذا الوباء، والخوف من تفشيه عالمياً، أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراتها من احتمال حدوث عواقب "كارثية"؛ جراء انتشار هذا الفيروس في غرب إفريقيا؛ بل رصدت خطة لمكافحة المرض ب100 مليون دولار، في إطار حملة وطنية وإقليمية ودولية معززة، تهدف إلى السيطرة على الوباء.
كما حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" من تحوّل الفيروس إلى وباء غير مسبوق في منطقة تعاني من سوء الرعاية الصحية؛ منتقدة الحكومات الإفريقية، والمنظمات العالمية المعنية بالصحة؛ لعدم بذلها ما يكفي من الجهد للتصدي للأمر.
وكانت المنظمات الصحية الفرنسية العاملة في تلك الدول قد طلبت من الأطباء وطواقم المستشفيات فيها البقاء على أهبة الاستعداد؛ تحسباً لأن يصاب مسافرون منها بالمرض ويتم نقلهم لمناطق جديدة.
كما تسعى جمهوريتا سيراليون وليبيريا إلى اتخاذ إجراءات للسيطرة على تفشي الفيروس؛ من خلال فرض قيود خاصة بالصحة والسفر. كذلك أغلقت السنغال حدودها مع غينيا لتحول دون انتشار الفيروس إلى أراضيها.
وتشير التقارير الصحية إلى أنه فيروس معدٍ، وينتقل بين البشر والحيوان؛ إذ يقال إنه ينتقل من الحيوانات البرية كالقرود، وخفافيش الفاكهة، والظباء النافقة؛ لكنه لا ينتقل عبر الهواء؛ وإنما فقط من خلال الملامسة لحامل الفيروس. وفترة حضانة الفيروس طويلة، تصل أحياناً إلى ثلاثة أسابيع.