في عام 2007، سجلت صفحات التاريخ إنجاز سلام بجهود سعودية، حين أنهت اتفاقية «صلح الجنادرية» عداء السنوات الثلاث بين السودان وتشاد، برعاية الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، ووقعها الرئيسان السوداني عمر البشير والتشادي إدريس ديبي. يُعرّف اللغويون «الجنادرية» في اللغة بإعادة رونق الشيء بعد ذهابه، ليعيد «صلح الجنادرية» رونق العلاقات بين السودان وتشاد بعد أن خيمت عليها الخلافات لأكثر من 3 أعوام، وشهدت تقاطعات مختلفة وتوترات على حدود البلدين أزهقت على إثرها عشرات الأرواح. واعتبر مراقبون عام 2005 عام النكسة والتوتر في مسار العلاقات، وأخفقت كل محاولات الصلح بين الطرفين، وظلت الحدود الغربية للسودان منطقة بارود قابلة للاشتعال. وقضت اتفاقية «الجنادرية» على احترام سيادة وسلامة أراضي الطرف الآخر وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، ومنع استخدام أراضي البلدين لإيواء أو لحشد أو لتدريب الحركات المسلحة المعارضة للطرف الآخر، أو تقديم أي نوع من أنواع الدعم المادي والمعنوي لها، والعمل على إبعادها فوراً عن أراضي البلدين. وكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، عقد اجتماعاً ثنائياً مغلقاً مع الرئيس التشادي إدريس ديبي، قبل أن ينضم إليهما الرئيس السوداني، بحضور الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي آنذاك، تمهيداً لهذا الاتفاق.