إذا كان مؤنث (الوزير).. (وزيرة)، فمؤنث (محافظ).. (محافظة)، ليتحول من (مسمى وظيفي) إلى (اسم مكان)، حسب ما اعتادت أسماعنا إدراكه، فتبدو لنا اللغة العربية ظالمة للمرأة ومانعة عنها منصبها، بإعطائها مسمى وظيفيا ذكوريا. اللغة العربية زاخرة بالتصريفات لكننا اعتدنا مسميات دون أخرى، بل مصطلحات أعجمية ما بين فرنسية وإنجليزية وتركية، متناسين ماهية الأسرة اللغوية التي تندرج تحتها لغتنا العربية وهي الأسرة السامية، وبالرجوع إلى (المناصب)، والدرجات الوظيفية، فلا فرق بين مؤنث ومذكر لدى بعض اللغات كاللغة الإنجليزية مثلاً، على عكس اللغة العربية التي تهتم جداً بالتأنيث والتذكير في هذه الكلمات. وذهب البعض إلى أن اللغة ظالمة للمؤنث، مستشهدين ببعض الأمثلة الطريفة ما بين التأنيث والتذكير، مثلا: إذا كان الرجل لا يزال على قيد الحياة فيقال عنه إنه (حي)، أما إذا كانت المرأة لا تزال على قيد الحياة فيقال عنها إنها (حية)!.. أعاذنا الله من لدغتها. وإذا أصاب الرجل في قوله أو فعله فيقال عنه إنه (مصيب)، أما إذا أصابت المرأة في قولها أو فعلها فيقال عنها إنها (مصيبة)!. وإذا تولى الرجل منصب القضاء فيقال عنه إنه (قاضي)، أما إذا تولت المرأة منصب القضاء فيقال عنها إنها (قاضية)!؛ والقاضية هي المصيبة العظيمة التي تنزل بالمرء فتقضي عليه. الرجل إذا أصبح عضواً في أحد المجالس النيابية، فيقال عنه إنه (نائب)، أما إذا أصبحت المرأة عضواً في أحد المجالس النيابية فيقال عنها إنها (نائبة)!، وكما تعلمون فان النائبة هي أخت المصيبة. وإذا كان للرجل هواية يتسلى بها ولا يحترفها فيقال عنه إنه (هاوي)، أما إذا كانت للمرأة هواية تتسلى بها ولا تحترفها فيقال عنها إنها (هاوية)!؛ والهاوية هي أحد أسماء جهنم والعياذ بالله. لكن هل حقا اللغة العربية أنصفت المذكر على المؤنث دون أن تترك بصمتها على جنس الرجال، فأجابت القواميس اللغوية ب«كلا»، فهي أنصفت المؤنث أيضا، مثلا الصفات السالبة ك(طاغية، داهية، باقعة)، لا تصلح لوصف المرأة، فقط الرجل يطلق عليه هذه الصفات. أيضا هناك صفات تحولها تاء التأنيث إلى معنى جميل مرغوب؛ فتقول للمذكر (عافٍ)؛ بمعنى من يعفو عن الأخطاء، وللمؤنث «عافية»، وكذلك يقال في صفة المذكر (فاغٍ)، والفاغ هو الفم الضخم، أما الفاغية هي أحسن الرياحين وأطيبها رائحة.