في 2007 خسر تشيلسي من أمام مانشستر يونايتد نهائي دوري أبطال أوروبا بركلة ترجيحية أضاعها أكثر العاشقين والمحبين لتشيلسي قائده الكبير جون تيري، كلفت إضاعة تلك الركلة تشيلسي اللقب وأربعين مليون دولار، ولو كان الأمر يتم بدافع الحب لاستقرت الكرة داخل الشباك. من يتأمل في واقع كرة القدم السعودية يجدها تعتمد في كثير من تفاصيل عملها على (المحبين) في المقام الأول، وعندما نتحدث بشكل خاص عن الأندية في دوري المحترفين نجد أن الغالبية العظمى من العاملين فيها لا يحملون مؤهلات علمية رياضية وليس لديهم اهتمام كبير في صقل أنفسهم بدورات علمية رياضية تؤهلهم للعمل في تلك الأندية بأسلوب احترافي. كرة القدم صناعة تتسابق الدول لتجعلها أحد أبرز عوامل نهضتها المؤثرة، تلك الصناعة تحتاج لكثير من المقومات خارج ميادين الكرة قبل داخلها، تتم من خلال كوادر بشرية تكون قادرة على التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة بناء على العلم الرياضي للوصول إلى الرؤى والأهداف التي تضمن الاستمرارية الطبيعية لأي عمل وتؤدي للنجاح والإنجاز. أتعجب كثيراً من الأندية التي تدّعي الاحترافية وعندما تقف على هيكلتها الإدارية والتنظيمية تجدها قائمة على مجرد هواة أو أشخاص دافعهم للعمل مجرد الحب، وفي نفس الوقت يكسبون لقمة عيشهم صباحاً من أعمال مختلفة ويدعون ممارسة العمل باحتراف في الأندية مساء، وهذا ظلم عظيم للاحتراف، أما الذي يجعلك تقف مذهولاً عندما تشاهد تلك الأندية وهي تدعي البحث عن التميز الرياضي ويعد مسؤولوها جماهيرهم بالوصول للمنجزات وهي لا تولي الرياضة كعلم نقطة في بحر عملها. للرياضة خصوصية تجعلها مختلفة عن غيرها من المجالات، وهكذا تسويقها وقانونها والاستثمار بها وبقية تفاصيلها، وهي علم مستقل يساهم في النهضة والتنمية اقتصادياً واجتماعياً بخلاف أثر كرة القدم بين شعوب العالم وكيف تستخدم كقوة ناعمة بين الدول لتساهم في الجذب وهي الوسيلة السياسية الناجحة في الوقت الحاضر، وهذا الأمر لو تم إدراكه فعلياً سنرى أنديتنا تذهب بعيداً ويصعد دورينا لمصاف الدوريات العالمية. أخيراً.. لن نصل إلا إذا تعاملنا مع كرة القدم من خلال العلم الرياضي أولاً ثم الاستعانة بالخبرة، فالعلم يتطور كل لحظة والخبرة تقف عند حدٍ معين.