مشوار حافل ب«الإنجاز» عطاء بلا حدود لبلاده ورياضتها، أوصلها مبكرا إلى تحقيق بعض ما كان أشبه بحلم لرياضيينا ولكل سعودي في مرحلة الستينيات الميلادية، إلى أن تحقق الحلم بفضل رجالات من الوطن كان منهم الدكتور صالح بن ناصر الذي تنقل سريعا بين مناصب كبيرة في وزارات مختلفة من بينها وكيل وزارة الاعلام عندما لم يكن بعد اسمها قد اقترن بالثقافة في الثمانينيات. • صالح بن ناصر شخصية محورية في رياضة المملكة، استطاع أ ن ينطلق من قاعدة هي الحب بعينه.. حبه لوطنه ولقيادته، وحب الآخرين له سألته بداية عن معنى الحال الموصوف بالتكريم في مشاوير الكبار والمبدعين في شتى المجالات؟ وماذا يعني التكريم بالنسبة له شخصيا فقال: باختصار هذا لا يعني إلا تعابير خاصة ملؤها الحب والعرفان فلقد اصطلح منذ البدايات أن التكريم تعبير عن حالة حب وتقدير، والحب ليس من معايير عضوية له بل إن مقياسه المشاعر.. فقط المشاعر، لذا أستطيع القول إن التكريم هو حالة حب أعيشها الليلة كما عاشها كثيرون من أبناء الوطن الذين أفنوا زهرات شبابهم وحياتهم طويلة كانت أم قصيرة في خدمة هذا الكيان العظيم.. المملكة العربية السعودية، والتكريم لا يعني إقامة حفل أو كلمات الود الجميلة التي تتبادل في هذه المناسبات فالوطن يكرمنا في كل حدث وكل يوم نعيش فيه الجديد ومن دلائل ذلك في عالم الشباب والرياضة كان الزميلان رحمهما الله عبدالفتاح ناظر وعبدالله الدبل من أجمل الحالات التي قدمت للبلد ولشباب الوطن الكثير لدرجة أنني كنت ألمح الفرح في عينيهما وهما يشعران بالمتعة وهما يعملان للوطن وكأنه يكرمهما في كل يوم وفي كل مشهد. • لكونكم عراب الاحتراف، دعني أسألكم: كيف كانت تجربتكم مع الاحتراف أنتم والراحل عبدالفتاح ناظر؟ كيف تصور لنا ذلك؟. في البدء، كان يجب أن نعرف أن الانتقال من الهواية إلى الاحتراف في مجال كرة القدم أنه يقتضي سنوات طويلة من العمل والجهد المتواصلين وأن لا يقتصر الأمر على اللاعبين فقط لأن نجاح الاحتراف لا بد أن يشمل عدة عناصر مهمة في مقدمتها احتراف العمل الإداري بحيث يدار النادي كمؤسسة. وأهمية عامل الوقت يمكن الاستدلال عليه مما حدث في إنجلترا رائدة الاحتراف: فقد بدأ التفكير في الاحتراف لكرة القدم في العام 1888م واستمر العمل في تجارب دون كتابة لائحة حتى 1930 حتى اكتمل صدور لائحة تنظيمية أولى ذلك الوقت. أي في نفس عام انطلاق مونديال كرة القدم في الأورجواي عامها. وعلى سبيل المثال في إيطاليا وفرنسا كان صدور لوائح لتنظيم الاحتراف في السنوات الخمس الأولى من العام الميلادي 1960 حتى 1965. وهذا يدل على صعوبة الانتقال من الهواية التامة إلى الاحتراف خاصة وأننا في المملكة لم تكتمل لدينا عناصر أساسية من أهمها العمل الاحترافي الإداري في الأندية. وهناك أمر آخر وهو يتعلق بمدى استيعاب معظم اللاعبين السعوديين والخليجيين بصفة عامة لفلسفة ومفهوم الاحتراف الحقيقي فلا يوجد التزام بما يجب أن يكون عليه نمط حياة اللاعب المحترف فلايزال عدد كبير جدا من اللاعبين السعوديين يمارسون ما يتعارض مع الاحتراف مثل السهر والتدخين والجلوس على الأرض ساعات طويلة خاصة عند لعب الورق ولا توجد عناية كاملة لدى معظمهم باختيار المواد الغذائية وعدم الالتزام للعمل الاحترافي وإن كانوا يعرفون بواسطة وكلائهم كيف يطالبون بحقوقهم ولكن الأغلبية لا تلتزم بما هو مطلوب ليصبح اللاعب محترفا، ولذلك بعض التجارب الأولى للاحتراف الخارجي فشلت بسبب عدم الالتزام بما يتطلبه العمل الاحترافي في تلك الدول.. ثم إن معظم لاعبينا لا يعون أن الأندية في العالم تقاضي وتحاكم محترفيها في التمادي الشخصي وغير الاكتراث بما هو مطلوب منهم تجاه أنفسهم وأنديتهم التي تدفع الملايين وذلك من خلال محاميين، الأمر الذي يؤثر على مدخولاتهم مهما صغرت أو عظمت، فهذه حقوق للأندية وجماهيرها. وهذا دور النادي إذا كانت الكرة احترافية ومحترفة وعندما تتحول الأندية في إداراتها إلى الأسلوب الاحترافي وفق أنظمة الخصخصة سيكون هناك تغيير كامل وكبير في أسلوب العمل الاحترافي سواء بالنسبة للإدارة أو اللاعبين. • يقول بعض الوحداويين بين الفينة والأخرى إنكم وقفتم ضد نادي الوحدة في الكثير من القرارات ومنها هذا الموسم عندما لم تتحمسوا لإضافة أندية أخرى للدوري ليصبح الممتاز 16 فريقا.. بماذا تردون؟. موضوع نادي الوحدة في حاجة إلى عمل جماعي وليس رغبة تتجدد كل مرة بطلبات تغيير الإدارة حتى أنه لوحظ في السنوات الأخيرة أن الإدارة تتغير كل عامين وهذا لا يساعد على النجاح وهناك تدخلات كثيرة وفي رأيي أنه لا بد أن يكون مثلا العمل النموذجي لنادي الفتح مطبقا في إعادة بناء الفريق ولا بد من الصبر والتعاون خاصة من قبل القادرين حاليا على ذلك مع الالتزام مبكرا من قبل كل محبي النادي. • كابتن أحمد عيد رئيس أول اتحاد سعودي لكرة القدم منتخب، هل من نصيحة من خبير بحجم ناصر بن صالح توجهونها إليه عبر «عكاظ»؟. بالنسبة للأخ الصديق الأستاذ أحمد عيد أقول: سر على بركة الله فأنت مؤهل لتحمل مسؤولية هذا الاتحاد بحكم خبرتك الطويلة وخلقك الرفيع وتعاملك الأنيق مع الكل وعلاقاتك المتميزة وبثقة المسؤولين في جهاز الرئاسة أو في معظم الأندية فيك واعمل كعادتك في تقبل النقد بكل أنواعه الموضوعية وغير الموضوعية فأنت لديك قدرة التحمل والصبر وستصل إلى نتائج إيجابية. وفقك الله بعونه فكن معه ومع الحق وبعد ذلك لا تحمل هما لأي أمر.