وصف رئيس نادي أبها عبدالوهاب بن محمد آل مجثل الأحداث التي مر بها ناديه خلال الأيام الماضية ب"سلسلة أحداث عادية"، مشيراً إلى أنها في الأصل روتين يومي لأي ناد في العالم، مؤكداً أن الأمر لا يستوجب تضخيم أحداثه، معتبراً تناول الاعلام لما حدث نوعاً من النشاط الإعلامي الباحث عن الإثارة المطلوبة في مجال الإعلام الرياضي، وأضاف:"لا يوجد شخص لديه نظرة واعية وموضوعية يمكن أن يلومني عند وقوفي أمام كل من يريد هدم جهدنا أو إضاعة عملنا المتواصل للرقي برياضة المنطقة ونادي أبها، وليس عيباً أن أدافع عن نادي أبها وأكافح من اجل تميزه، وان أعيد له مجده وتوهجه السابق الذي لن يتحقق إلا بالجهد والعمل المتواصلين، ونحن نسعى جاهدين للبقاء في دوري المحترفين، وهو مرادنا وغايتنا ولكن في حال هبطنا فقد هبطت أندية كبيرة عدة لها وزنها، ولكنها عادت أكثر إصراراً وتوهجاً". وحول معاناة النادي في دوري المحترفين، قال في حواره مع"الحياة":"أكتفي بالقول بان الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل سيحميان الأندية الصغيرة من تعديات وتجاوزات الحكام ممن يحاولون نيل رضا منسوبي الأندية الكبيرة على حساب الأندية الصغيرة التي لا حول لها ولا قوة في هذا الشأن، والأميران راعيان لكل أندية المملكة بشكل متساو وداعمان للرياضة السعودية بشكل عام بما في ذلك الحكام، لكنهما لن يقبلا بأي حال من الأحوال أية تجاوزات من الجميع، خصوصاً حفظ حقوق الأندية بما فيها الصغيرة التي لا تستطيع مجابهة التحكيم"... فإلى التفاصيل: هروب مدربكم المغربي عبدالقادر يومير سبّب ضجة واسعة اذكر لنا الأسباب الخفية لذلك؟ - ما حدث اخذ أكبر من حجمه، فالمسألة مجرد مدرب ارتبك من هول منافسات دوري المحترفين وارتجف خوفاً من لقاء الاتحاد وغُرر به بعد أن استخدم كأداة للترويج لبعض السخافات التي تسعد بعض من استخدموه وانكشف أمره وهرب بكل جبن، ويبدو أنه أحب أن يروج لنفسه عبر بوابة بعض الصحافيين فكانت المصلحة مشتركة، وللأسف نحن نعطيهم أكثر من حجمهم فيأخذون أموالنا ويحصلون على البروز الإعلامي ويبنون لأنفسهم اسماً وهيبة بينما واقعهم مرير. من تقصد؟ - أمثال هذا المدرب الهارب الذي سنلاحقه. ماذا تقصد بملاحقته؟ - الرجل هرب وصرح بتصريحات خطرة مسّتنا شخصياً، وخالف العقد المبرم بيننا من خلال تفاوضه واتفاقه مع ناديه الحالي، وهو الأمر الذي يؤكد أنه شخص لا يحترم الاتفاقات، وأنه كثير الثرثرة والشوشرة. هل ترى أن هذه الأحداث مرضية لجماهير الفريق ومحبيه، خصوصاً أن الموسم ما زال في انطلاقته؟ - أنا أرى أن ترتيب الفريق مع انطلاقة الموسم مرض وإيجابي، وهو لايزيدنا سوى عزم وإصرار على فرض أسلوب احترافي، وأن يسود النظام وتصحح الأخطاء إن وجدت، وأنا من هنا أعلنها صريحة ما دمت في رئاسة النادي ومشرفاً على كرة القدم، فلن أسمح بأي حال من الأحوال بالتجاوزات والتسيب، فأنا رجل مؤتمن من رجلين اعتبرهما ثروة والأكثر حرصاً على الشباب الرياضي، هما أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد والرئيس العام سلطان بن فهد، وسأعمل بكل طاقاتي أنا ومجلس إدارتي الذي اعتز به على القضاء على كل أنواع التسيب إن وجدت، فيما سنعمل بكل قدراتنا المتاحة على تكريم كل من يخدم النادي بوفاء، فالنادي مكان للعمل والجهد المضاعف، خصوصاً أننا سفراء منطقة مهمة من هذا البلد المعطاء الكريم. هل لديكم النية لإجراء تغييرات محددة في النادي؟ - تسلمت النادي قبل حوالى 4 أشهر فقط تقريباً، ولله الحمد أدينا واجبنا وما زلنا نبذل قصارى جهدنا في قيادة نادينا نحو التوهج، ولكن الأمر يحتاج منا الصبر، لأننا الآن في طور البناء والتأسيس لفريق قوي يستطيع البقاء في الدوري الممتاز وليس الصعود ثم الهبوط للأولى من جديد، وهذا البناء يتطلب وقتاً طويلاً، خصوصاً أننا إدارة جديدة تحتاج إلى وقت طويل للتخطيط ثم العمل والتطبيق، لذا أستطيع القول إن البقاء سيكون هدفنا الذي سنعمل بقوة لتحقيقه، وإن لم نستطع فلا نحمل لاعبينا أكثر من طاقتهم وأعلى من إمكاناتهم الواقعية مالياً وميدانياً، ولكننا لن نتوقف وسنؤدي الجهود التي في مقدورنا لصناعة فريق لا يقهر. كأن حديثك عن الإمكانات والقدرات تمهيد أو تلميح إلى إمكان عودة الفريق إلى الأولى؟ - نحن قادرون على البقاء في الممتاز، ونمتلك بإذن الله كل الوسائل والسبل من أجل ذلك، ولدينا نجوم نعتمد عليهم بعد الله ويحبون ناديهم، ولذلك نثق بتحقيق هدفنا في البقاء، وحتى لو خسرنا لقاء، فاللاعبون قادرون على الفوز وجمع نقاط الاستقرار. ولكن ليعلم الجميع بأننا إدارة جديدة ومسؤولياتها جسيمة، خصوصاً لنادي مثل أبها لديه مئات الأمور التي تحتاج للعمل والتنظيم والتصحيح حتى تدب ثقافة النظام وحب النجاح والعمل. هل تعني أن أبها مليء بالسلبيات؟ - بالعكس، لكنه دخل الآن مرحلة دوري المحترفين، ويجب على كل من يعمل فيه أن يعي بأنه محترف يأخذ مقابلاً، ولابد أن يقدم عملاً احترافياً موازياً، ومبدأ حب العمل والتدقيق في تطبيقه قد يجعل البعض يتذمر سواء في نادي ابها أو حتى في غيره، لكننا عازمون على جعل نادينا نموذجياً مهما كلفنا ذلك من ثمن، وتفاؤلي كبير بنجاحنا الباهر في هذا المجال، ولكننا كما ذكرت سابقاً نحتاج إلى الوقت. يقال إن إدارة النادي هامشية؟ - بل نموذجية لا تحب المهاترات والصراعات والفوضى، والأعضاء مجموعة متجانسة ومن رجالات المجتمع المرموقين، وأنا سعيد بهم وهم سعيدون بي، فنحن فريق عمل متجانس للغاية ولله الحمد، فإن ذلك دعامة قوية لاستقرار الفريق والنادي وفي مستوى المسؤولية التي أعتقد أنها جسيمة وتحتاج لتخطيط طويل ونفس احترافي لا يخاف من كل الظروف المتوقعة وغير المتوقعة. يقال إن لديكم النية في التعاقد مع عدد من اللاعبين الجدد لدعامة الفريق الأول فما صحة ذلك؟ - سنستعين بكل من يخدم النادي سواءً لاعباً أو غيره. ألا تتوقع أن تتسبب الخسائر المتتالية في انهيار معنويات اللاعبين أو أن تسود تلك الثقافة على طابع الفريق؟ - لاعبو أبها رجال مواقف وموهوبون، وسيكونون بإذن الله حديث المجتمع الرياضي، وكل من يقلل من شأنهم لا يعرف مستواهم وإمكاناتهم، وأنا أراهن عليهم وعلى قوة شخصيتهم كلاعبين تجاوزوا مرحلة الخوف والضعف ورهبة المواجهات، على رغم صغر سن أكثر من 80 في المئة منهم. هاجمتم التحكيم بشدة، هل تتوقع أن ذلك سيفيدكم مستقبلاً؟ - لم نهاجم التحكيم من أنفسنا، ولكننا لن نقبل السكوت على تعرضنا لبعض التجاوزات التي لا نقبلها، والتي تضر بنا كفريق، وتحطم معنويات لاعبينا وتثبط عزيمتهم، بل ان لجنة التحكيم المسؤولة عن مثل هؤلاء الحكام لا ترضى بمثل هذه الأخطاء القاتلة، والتي تستنزف طاقاتنا المحدودة وجهودنا الجبارة. هل تقول انه ليست لديك ثقة بالحكم السعودي؟ - بالعكس، فثقتي أنا بالذات عمياء بأن الحكم السعودي من أفضل حكام كرة القدم في العالم، عندما يكون مجرداً من الخوف والرهبة من الأندية الكبيرة، والاستهانة بالأندية الصغيرة أو الحديثة على دوري المحترفين، وهذا ما عانينا منه ورفعناه للجنة الحكام، التي نتوقع أنها مثالية، ولن تسمح بتكرار مثل هذه الأحداث. نفى الرئيس الفخري علي بن سليمان كل ما نسب إليه من عدم دعمه للنادي أو عمل إعلانات تجارية على حساب النادي أو عدم وفائه بوعده بإهداء كل لاعب سيارة عند تحقيق الصعود للممتاز؟ فماذا تقول؟ - أولاً الرئيس الفخري للنادي هو الأمير فيصل بن خالد الذي نجله جميعاً، ونحن لم يصلنا حتى الآن ولو قرش من الأخ المذكور، على رغم أن أبواب النادي مفتوحة لكل من يرغب في خدمته أو لديه رغبة جادة وحقيقية. يقال إنكم من عشاق الحضور الإعلامي، بماذا تعلق على من يقولون ذلك؟ - وهل تلك جريمة! وبالمناسبة فأنا أحب العمل وليس الظهور الإعلامي، ولو افترضنا جدلاً أنني أحب الإعلام فهل هذا عيب أو جريمة. ولماذا لا تقول ان كثرة أنشطتنا وعملنا والتحركات التي نقوم بها لفتت وسائل الإعلام المتطورة والمتنافسة، ما يجعل البعض من المتابعين يعتقد أن ذلك حب في الظهور، بينما هو تغطية لحدث من وسائل الإعلام، وبالمناسبة أنا هنا أشيد بتطور الإعلام الرياضي السعودي المتنافس بكل شرف على الحصول على المعلومة من دون ضعف أو تأخير، خصوصاً عندما توجد الحركة والنشاط الدؤوب في الأندية وهم في هذا الإطار ليس لديهم تفريق بين الأندية الصغيرة والكبيرة وهي ميزة فريدة لا توجد في إعلام رياضي آخر، ومما يميزنا ويميز المسؤولين على الأقسام الرياضية المقروءة والمرئية، وليت بعض الحكام السعوديين ممن أحرق جهود الأندية أن يحذوا حذو الصحافة المتطورة في بلادنا، وبالمناسبة فأنا ضد كل من ينتقد صحافتنا الرياضية التي ألهبت بطولاتنا بالمتابعات والتشويق والتغطيات. لماذا تهجمتم على رئيس الاتفاق عبدالعزيز الدوسري بعد لقاء الفريقين في الدمام؟ - لم أتهجم عليه فهو رئيس ناد نجله ونقدره وعزيز على قلوبنا، ولكننا عتبنا على سوء الاستقبال وعدم لقائه لنا حتى ولو بعد المباراة على رغم أننا كنا قادمين ولدينا درع لإهدائها له من باب التعارف وجعل الرياضة وسيلة تواصل مثالي وأسلوباً لبناء العلاقات الجيدة مع كل الأندية، ولكننا صدمنا بسوء الاستقبال مع الأسف.