أزمة استحدثت بعد مباراة الكلاسيكو, كثر فيها الكلام ودارت حولها نقاشات مختلفة, شارك فيها إعلاميون بمختلف الدرجات, وساهم فيها التويتريون, موضوع جميع تلك الحوارات " هدف الهلال ليس أخلاقياً " . بعيداً عن التصعب الرياضي واستخداماً للعقل والمنطق أدعو مشجعي الفريقين لقراءة المقال بكل تروي وحيادية وهدوء, فآثرت أن لا أكتب مقالي هذا إلا بعد الهدوء العاصفي المتزامن مع المباراة وبعدها . جميع ما يحدث في المباريات إما أن يكون جزءاً من القانون وهنا الخطأ تحكيمي لو قدرنا أن من حق فريق الاتحاد إيقاف اللعب, فالخطأ في هذا على حكم المباراة ولا علاقة فيه للاعب الذي سجل الهدف, فبما أن حكم المباراة سمح باستمرار اللعب فله حق الاستمرار . وأو ما يحدث في المباريات يدخل ضمن الروح الرياضية, وجميع الرياضيين يؤيدون تنامي الروح الرياضية, ولكن لكل مباراة ظروفها المختلفة, فهل لو وصل المنتخب لنهائي كأس آسيا وحدث نفس الموقف وكانت المباراة حاسمة والفرص قليلة, هل نطلب من اللاعب إيقاف اللعب وهو قريب من خط الستة ياردات والحكم لم يوقف اللعب ؟؟ لا أظن أن أحداً سيقول ذلك والكل سيطلب من اللاعب التركيز مع الكورة واللعب على صافرة الحكم, وعدم الالتفات لكل ما يحدث مالم يتدخل الحكم بقراره ويوقف اللعب . وهنا يتساءل العقل : هل على اللاعب أن يراعي ظروف الفرق الأخرى ونحن في زمن الاحتراف؟ وفي زمن اللاعب لديه عقد مع ناديه ويفكر في إقناع الساحة الرياضية للحصول على عقد بعد نهاية عقده الحالي . أم يتوجب على اللاعب أن يعمل على صافرة الحكم ولا يلتفت لشيء سواها . ولو وصلنا مع كل سقوط تتوقف اللعبة ويطالب المهاجمين بوقف اندفاعهم للمرمى لأصبح من خطط المدربين إذا رأيت الهجوم شرس على المرمى يسقط أحدكم لإيقاف الاندفاع وتهدئة اللعب . أتعجب كثيراً ممن ترك المباراة كاملة والتفت فقط ليطلب من الهلاليين وقف اللعب بسبب سقوط لاعب اتحادي, علماً بأن قرار الإيقاف من الحكم ولم يحدث ذلك . ويجب أن يدرك الجميع أن الروح الرياضية مطلب من اللاعبين لكنها ليست واجبة وقانون, إذ لو كانت قانوناً لتدخل الحكم فيها, وبما أنها ليست قانوناً فهنا سيقيس اللاعب حجم الفرصة التي سيتركها بروحه الرياضية فإن كانت حاسمة وقوية فله أن يستمر في لعبته . وعندما يتداول الجمهور بعض المقاطع للاعبين آخرين فضلوا الروح الرياضية نحتاج أن نعرف ظروف المباراة فحينما تكون المباراة ليست حاسمة والتأثير فيها بسيط أو ضعيف لا تقاس بمباراة ربما تكون الحاسمة في الدوري فاللاعب يفكر أن يقدم أغلى هدف لفريقه وحق له ذلك . على أية حال : يجب حينما نفكر بعاطفة لأنديتنا نضع في مقاييسنا أن الفرق الأخرى لها عاطفتها عند محبيها, فلا نطلب من الغير مراعاة ظروفنا لإعاقة ما يطمحون له . همسة : كما تحب نفسك ,, قدّر لغيرك حبه لنفسه . عبدالرزاق سليمان