رغم الفترة القصيرة التي مرت على تعارف أعضاء فريق المملكة العربية السعودية المشارك في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال» بمدينة دبي، التي لا تتجاوز 3 أشهر، إلا أن أجواء الحماسة والتعاون وروح الفريق الواحد شكلت صورة حية لمنصتهم في البطولة. داخل منصة الفريق السعودي تجد مشرف الفريق الدكتور كمال شناوة، يفترش الأرض ممسكاً بإحدى معدات التصليح، موجهاً كل تركيزه على الجهاز الذي أمامه، بينما يتحلق حوله أعضاء الفريق، منتظرين إشارته للمساعدة في إضافة أو إزالة جزء إلكتروني من الجهاز. وقالت عضو الفريق ميسون حميدان إن زملاءها سولافا الشهري، وفاضل يونس، وغلا الشامخ، وعبدالعزيز النطيفي، هم من الشباب المتحمس للعلم والمعرفة، وهم يمثلون الأمل في المستقبل للمملكة والعالم. وتعكس روح الفريق توجهات المملكة والخطوات الحثيثة التي اتخذتها في تفعيل دور الشباب في تطوير قطاع التكنولوجيا وتطبيقها في كافة مجالات الحياة، فأخيراً، أعلنت المملكة توظيف الذكاء الاصطناعي والروبوتات في وزارة التعليم؛ لرفع مستوى خدمة المتعاملين وتعزيز مستويات سعادتهم، كما أعلنت قبل عامين منح الجنسية السعودية للروبوت «صوفيا»، رمز مشروع «مدينة نيوم» مدينة المستقبل، ويعكس اهتمام المملكة بالمدن المستدامة والذكية. من جهته، عبّر الأستاذ في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والمشرف الفني على الفريق الدكتور كمال شناوة عن اعتزازه بهذه التجربة وفخره بالشباب الواعد الذي شارك في المشروع، وعن تثمينه لدور قيادة المملكة في دعم الشباب كونه ركيزة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. وقالت قائد الفريق ميسون حميدان إن المشروع لم يرَ النور بسهولة، فالتحديات التي واجهت الطلبة المشاركين كبيرة خصوصاً بالنسبة لشباب صغار مثلهم، وكان التحدي الأكبر هو الفترة القصيرة نسبياً لإنهاء المشروع، ودور الطلبة في تحقيق التوازن بين وقت الدراسة ومتطلباتها وبين العمل على المشروع. وأكدت أن أهالي الطلبة كان لهم دور رئيسي في تحفيزهم ومساعدتهم على تنظيم أوقاتهم كي يمضوا بين 4 إلى 5 ساعات خلال أيام الأسبوع، وبين 8 إلى 10 ساعات خلال العطلات في العمل على المشروع. ويجمع الطلبة المشاركون في المشروع على أن حلمهم الأكبر الذي يودون تحقيقه عبر مشاركتهم في المسابقة، هو تحفيز الشباب السعودي للدخول في مجالات العلوم والتقنية والرياضيات والتكنولوجيا، لدورها في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه الإنسانية، ومنها التحدي البيئي. كما يجمع أعضاء الفريق رابط واحد هو شغفهم بالعلوم والمعرفة، رغم أن مدارسهم ومناطق سكنهم مختلفة، لكنهم اجتمعوا وتوحد الهدف، وبدأ العمل الجاد في المملكة العربية السعودية للوصول بعد أشهر من الجد والتعب إلى دبي حيث بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي. وتبوح هوايات الطلبة واهتماماتهم بعقول مستنيرة، ومتفتحة، ومتعطشة لكل معرفة وإن اختلفت مجالاتها. وأكدت سولافا الشهري (14 عاماً) أنها تهوى فك الألغاز والأحجيات، وتطمح أن تكون مهندسة في المستقبل، مشيرة إلى أن أبرز ما استهواها في رحلة الوصول إلى بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي هو المخزون المعرفي الذي اكتسبته في مجال التكنولوجيا ومجال الاستدامة. وتتضمن هوايات فاضل يونس (15 عاما) بناء الروبوتات والبرمجة والطيران والزراعة والمطالعة، ويؤمن بأن التكنولوجيا الحديثة إذا تم توظيفها بالشكل الصحيح، فإنها قادرة على حل مشكلات العالم وإيجاد حلول تقود الإنسانية إلى مستقبل أفضل. أما غلا الشامخ (14 عاما) فتهوى الفنون الإبداعية والحرف وتشكيل الأجسام، ولذا كان لها دور كبير في تزويد فريقها بالأفكار المبتكرة التي اختصرت عليهم وقتاً وجهداً ثمينين. وكان من بين الأسباب التي قادت عبدالعزيز النايفي (14 عاماً) للدخول في المسابقة هو حبه للتعرف على عالم الروبوتات، وللمشاركة العملية في هذا المشروع، كما يحب عبدالعزيز الالتقاء بأشخاص جدد والاطلاع على أفكارهم وقصصهم. ويقود الفريق ميسون حميدان مهندسة الكومبيوتر والقائدة الواعدة لشباب الفريق السعودي، حيث ينبع حرصها على دعم الفريق لاستكمال مشروعهم ورفع اسم المملكة عاليا بين بلدان العالم أجمع، من إيمانها المطلق بدور الشباب في صناعة المستقبل، ولحاجتهم الماسة إلى توجيه ودعم وإرشاد مستمر لتحقيق أحلامهم وأحلام بلدانهم ومجتمعاتهم. وتستقبل بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال»، التي افتتحها في يومها الأول ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، 1500 طالب وطالبة ضمن الفئة العمرية من 14 إلى 18 سنة من أكثر من 190 دولة على مدى 4 أيام، يتنافسون ضمن فرق تمثّل بلدانهم للاستفادة من تطبيقات تكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي في تطوير حلول مبتكرة للتحديات الملحّة وصناعة مستقبل أفضل للإنسان، وتركّز هذا العام على إيجاد حلول لحماية البيئة والمحيطات.