يتأرجح «المعلم» اليوم بين تأكيد دوره وبقائه في ظل التنامي المتسارع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تحديداً، بعد ظهور فكرة ما يعرف ب»لمعلم الروبوت»! وبحسب أحدث التوقعات في قطاع التعليم لأرباب التربية في جامعة باكنغهام البريطانية الذين يؤكدون أن الروبوتات المستندة على برامج الذكاء الاصطناعي ستحل محل المعلمين داخل الفصول الدراسية في غضون عشر سنوات مقبلة، كجزء من «ثورة» في أسلوب التعليم «واحد إلى واحد»، أو ما يسمى ب»التعلم الذاتي» الذي ينحصر بين الطالب ومعُلمه أو «روبوته»! لا شك أن «الذكاء الاصطناعي» سيساهم في تسهيل العملية التعليمية بشكل كبير، لأنه سيساعد الطلبة على إيجاد أي معلومة بسرعة كبيرة، بعكس المعلم التقليدي الذي يحتاج إلى تحضير مثلاً، أو البحث عن المعلومة قبل شرحها للطلبة.. ورغمه نجد الكثير من التربويين والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي يشددون على أنه لا يمكن طرح فكرة الاستغناء عن دور المعلم مستقبلاً، أو استبداله ب»الروبوت» الذي سيكون عاملاً مساعداً ووسيلة تعليمية جديدة يشرف عليها المعلم نفسه. تقول الكاتبة الأميركية «أليشا بولر» إن من المتوقع انتقال الفصول الدراسية قريباً من الإطار التقليدي للتعلم، إلى استخدام مزيج من الروبوتات والذكاء الاصطناعي المصمم حسب الحاجة والمعلمين.. كما سيتحرر معلمو الصفوف من الأمور الإدارية، وسيتفرغون للتركيز على الطلاب فقط. ليجعل الكثير يؤكدون أن الروبوت الذكي لن يحل محل معلم الفصل، بل سيكون مساعداً له في دعم الطلاب والإجابة عن أسئلتهم، لتقليص الفروق الفردية بين التلاميذ بتوفير نظم ذكاء اصطناعي ديناميكية متمايزة تفوق قواعد البيانات التعليمية والبحثية في دقة وشغف وحيوية التعاطي معها. وبقي أن ننتطر فقط من «المعلم» أن يتفرغ لمسؤولياته الرئيسة كملهم ومحفز للعقول والأفكار والتصورات وآفاق الإبداع والابتكار والخيال العلمي والتكنولوجي، فلا وقت للروتين المدرسي، للتلقين والإشراف ووضع الاختبارات ومراقبة الفصول وتصحيح الواجبات وتقييم الطلاب؛ فهذا سيكون من مهام أنظمة وآلات الذكاء الاصطناعي، وستكون جميع الاستراتيجيات موجهة نحو تشجيع المتعلمين على حل المشكلات الواقعية والمستقبلية وخلق مشروعات جديدة بالاعتماد على خوارزميات ومسلمات الذكاء الاصطناعي المعرفية، داخل وخارج أسوار المدرسة. الذكاء الاصطناعي اليوم يدفعنا بقوة فيما يخدم مستقبل البشرية ويواكب جهودها العلمية والتكنولوجية الدقيقة ويقلل من المخاطر والأزمات والتحديات العاصفة، ولا يعني أبدًا أن تحل الآلات محل البشر، وأن تتعدى في ذكائها وقدراتها حدود العقل البشري، بل يعني باختصار خلق آفاق تكنوقراطية عبقرية لا حدود لها نسيطر عليها ونوجهها بأفكارنا وعقولنا، كأسلوب حياة متكامل في القرن الواحد والعشرين. وختاماً ورغم الآراء.. هل سنودع معلمينا بالذكاء الاصطناعي فعلاً؟!؛ أعتقد أيضاً أن سؤال عنواننا أعلاه سيبقى معلقاً لأعوام قليلة جداً للإجابة عنه بشكل جازم! Your browser does not support the video tag.