خطف الروبوت «صوفيا» أنظار رواد مبادرة مستقبل الاستثمار، الذين تعرّفوا من خلاله على أحدث التطورات في صناعة تكنولوجيا الروبوتات. وبعد إعلان مشروع «نيوم» العملاق المبادرة، تركز الحديث اليوم على التسارع الهائل الذي تشهده تقنيات الروبوتات والذكاء الاصطناعي. واطلع الحاضرون على أحدث التطورات في تكنولوجيا الروبوتات، وصعد على المنصة الروبوت «صوفيا»، شبيهه البشر. مُنح الروبوت «صوفيا» الجنسية والجواز السعوديين، كروبوت هو الأول في العالم الذي يحمل الجنسية السعودية، لتبيان أهمية الذكاء الاصطناعي في مشروع «نيوم»، وكدليل يثبت صعود المملكة العربية السعودية على عتبة ثورة تكنولوجية قد تصل في نهاية المطاف إلى تفوق الرجل الآلي بذكائه الاصطناعي على الإنسان. كما يأتي كبادرة رمزية لتبيان مستقبل مشروع «نيوم». وظهر الروبوت «صوفيا» وهو يتحدث ويناقش المسؤولين في مؤتمرات وحوارات «المبادرة». في الوقت ذاته، عُرض الروبوت «سبوتميني» المصمم على هيئة كلب، ورافق ذلك توضيح مفصل من المتحدثين في شأن نطاق الإمكانات التي يوفرها التكامل بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات. وكان رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي في مجموعة «سوفت بنك» ماسايوشي سون، تنبأ بأن «تكون ثورة الذكاء الاصطناعي والروبوتات أكبر ثورة في تاريخ الابتكارات البشرية». وقال: «اخترع البشر الأدوات على افتراض أننا سنكون دائماً أكثر ذكاء من أدواتنا، أما الآن فدخلنا في عصر ستصبح فيه الأدوات قريباً أكثر ذكاء من البشر، وسيطرأ التحول على كل القطاعات». ولفت إلى «التحوّل الكبير في نمط الحياة الذي شهدناه في السنوات ال10 الماضية، بعد انتشار الهواتف الذكية، لكن الروبوتات ستفعل ما هو أكبر من ذلك، وستكون أكبر من الإنترنت»، معتبراً أن «العقل البشري لا يتطور بحيث تتضاعف قدراته، لكن هذا ما يحدث للتكنولوجيا، والبشر سيبقون دائماً في المقدمة في ما يتعلق بالإبداع». لكنه رأى أن «التعلم العميق في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي يتيح للحواسيب أن تتعلم بذاتها، يَعد بنشوء ذكاء خارق سيكون له أثر في قدرات الذكاء والتواصل، و «سوفت بنك» يتعاون مع قائمة واسعة من الشركاء في هذه الحقبة من ثورة المعلومات». وكان صندوق رؤية «سوفت بنك» المدعوم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، حقق عائدات بنسبة 22 في المئة، تقدر بنحو 3 بلايين دولار في الأشهر الخمسة الماضية. ويسعى ماسايوشي سون إلى إطلاق جولات تمويل جديدة في المستقبل القريب، لإيمانه في الإمكانات الضخمة لقطاع الذكاء الاصطناعي. وأثار عرض الروبوتات إعجاب الحاضرين واهتمامهم، نظراً إلى المستوى المتقدم والمعقد الذي وصلت إليه اليوم، وأوضح المتحدثون جوانب كثيرة تتعلق بقدرات البشر الحركية والحسية، وكيف صارت الروبوتات قادرة على محاكاة هذه القدرات. وعرض الرئيس التنفيذي لمجموعة «إيه بي بي» أولريتش سبيسهوفر، روبوتاً يدعى «يومي» يستطيع التفاعل مع البشر، وقال: «بدأنا بالروبوتات القادرة على بذل جهد حركي هائل وحسب، ثم قمنا بالتحكم بهذه الحركات عبر تعديل دماغ هذه الروبوتات، ونحن الآن نضيف إلى هذه الخبرات المتراكمة، التي يتطلبها هذا النظام، من أجل التمكن من صنع الأشياء والتفاعل مع المواقف والتخطيط للنتائج». وأضاف: «حين قاد الروبوت يومي أخيراً أوركسترا شارك فيها الفنان الإيطالي الشهير أندريا بوتشيلي، لم يحتج سوى إلى 17 ساعة حتى تعلم ما هو مطلوب، وهي عملية كانت ستستغرق خمس إلى 10 سنوات من العمليات البرمجية، لو أردنا فعل الأمر ذاته قبل خمس سنوات من اليوم». وفي عرض آخر، قام روبوت بحل أحجية مكعب روبيك، بالاعتماد على التقاط صور من ست زوايا مختلفة، وذلك لتوضيح القدرات الإدراكية الموقفية، وحساب الخطوات المنطقية التي يتمتع بها هذا الروبوت. وفي حين يبلغ معدل الذكاء الطبيعي عند البشر 100 درجة، فإن الجيل الأول من الروبوتات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي سيمتلك معدل ذكاء يصل إلى 10 آلاف درجة. ويُرجح أن يستمر تطبيق هذه التطورات التقنية في مرحلتها الأولى في التأثير في مجالات النقل والخدمات اللوجستية والإنشاءات، وسيتبع ذلك تطبيقات لمزيد من المهمات البشرية في المستقبل القريب. ويُعدّ استخدام تقنية الروبوتات من أجل تحسين البيئات التكنولوجية، المحرك الحقيقي لثورة الذكاء الاصطناعي. كما أن فرصة الدمج بين تقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد والبيانات الضخمة والروبوتات، قد تؤدي على سبيل المثال إلى أتمتة حلول الرعاية الصحية. وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة «بوسطن دايناميكس» مارك رايبرت، أثناء عرضه للروبوت «سبوتميني»، وجود «تريليون صندوق يُنقل حول العالم اليوم، ولا شك في أن الروبوتات ستساعد في تسريع هذه العملية». وأشار إلى أن «أحد أهم التطبيقات في هذا المجال هو العناية بالأشخاص الذين يعانون من بعض الصعوبات الحركية، ونحن عازمون على الاستفادة من الروبوتات وتوسيع نطاق تطبيقاتها».