لا أحد ينكر دور التعليم في النهوض والرقي بالأمم، واهتمت الدول عبر التاريخ بالتعليم والمعلمين، ونذكر مثلاً اليابان وألمانيا على الرغم من الخسائر التي منيت بها الدولتان بعد الحرب العالمية الثانية، لكنهما الآن في مقدمة الدول الصناعية الكبرى، وكذلك عندما بدأت النهضة في سنغافورة كان تركيز الحكومة على التعليم والمعلم، وها هي هذه الدول الآن من الدول المتقدمة في شتى المجالات، لأن المعلم بنى هذا الجيل الذي تولى التطوير لتحقيق هذه الأهداف. ودولتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، اهتمت بالتعليم وخصصت جزءا كبيرا من الميزانية للتعليم، وعندها رؤية 2030 التي تهدف إلى أن تكون السعودية نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وهذا يتطلب بذل المزيد في جميع المجالات ومنها التعليم، الذي يبني جيل المستقبل، وهذا يتطلب تحفيز العاملين في التعليم لبذل الجهد لتحقيق هذه الأهداف. ولكن للأسف نرى وزارة التعليم بدأت بقرارات تضع العراقيل والصعوبات في طريق تميز المعلم، خصوصا بعد صدور لائحة الوظائف التعليمية الجديدة التي لم تحقق طموح وآمال المعلمين والمعلمات. لكن أود أن أطرح هذه التساؤلات على وزارتي التعليم والخدمة المدنية: هل يصرف للمعلم بدل سكن؟ أو يوفر له سكن؟ هل يصرف له بدل استخدام الحاسب الآلي والتقنيات؟ هل هناك مستشفيات خاصة بالمعلمين والمعلمات؟ أو هناك تأمين طبي للمعلم وأسرته؟ كذلك هل أنصفت هذه اللائحة أصحاب الماجستير والدكتوراه؟ والآن طلبت الوزارة من المعلم أن يحصل على رخصة حتى تصرف له العلاوة! وهذه الرخصة نخشى أن تضع العراقيل أمام المعلم حتى لا يحصل عليها وبالتالي لا تصرف له العلاوة! العلاوة حق من حقوق جميع الموظفين لكن للأسف المعلم سيحرم منها بسبب هذه اللائحة! إذن ماذا بقي للمعلم؟ أن أردتم أن تميزوا المعلم ضعوا له حوافز غير العلاوة، مثلاً علاوات تميز أو دورات خارجية للمتميزين أو ترقيات للمتميزين بشروط تنصف المتميز من غيره.