نُصدق أننا في كامل حريتنا إلا أننا في الحقيقة نحن جميعنا على قيد الانسياق. نحب هذا التملُّك، نتوق لأن نكون هكذا مقيدين بمن نريد، ومن اخترناهم بإرادتنا أن يتملكونا، فنحن في المقابل عُتقنا من الوحدة ومن الاحتياج ومن الانفراد، ومن الالتفاتات المتكررة بحثاً عن منجى وملجأ، يساعدنا على الاكتفاء من جور الأيام وتقلبات البشر والوجع المتكرر. بذلنا حتى أعتقدنا أننا بخير في حال أن حرية مشاعرنا غالباً لم تكن بذاك التمام، ترك أحاسيسِنا عُرضة الدنيا، أمر ليس كما يجب ولا يصْح بنا أن نتناسى ما علينا العمل به حيالها، نختار ثم نأتي طوعاً ونمد كفَّينا لنكبل بما اختاره الحظ لنا، تكون في كامل حريتك وداخلك منقاد لأحدهم، لكنه الانقياد المحبب الذي جعلك أكثر نضارة وأكثر ضحكاً وأكثر حياة، شيءٌ لا تستطيع الانفلات منه لأن حينها ستُعاوِد الوحدة والتردد والبحث.. لا تنعتق من سلاسل كبَّل شعورك واعتنت بك، من أشياء جمعتك بعد البعثرة واحتوتك بعد الضياع. نعم الضياع.. انسياب القلب هكذا بلا تملُّك ضياعٌ وعطش، فأنا أحب هذا التملك الذي يبهر ذاتي ويحتوي داخلي، التملك الذي مسك ذراعي وقال من هنا... ثم أشار إلى الطريق، تجمعت طرقاتي واتضح هدفي وأحببت النهار الذي لم يكن قبل ذلك سوى نهار نصف يوم ونصف وقت ونصف عام، لا تنعتقوا مِمن جعل الليل عذر الشوق وقيمة الوقت وسلسبيل الشدائد، دون أي سبب نحب ما يراه الناس عادياً، نرى أن كل ما هو كائن يمكن أن يُقتسم، نتذوق المستحيلات ببهجة ونرى أن كل ما يمكن وما لا يمكن سيكون، بعض التملك حياة، لو عُتقنا من حُب قلوبنا لشعرنا بالاستعباد فهناك من يرى التملك حرية، عُتقت مشاعري من داخلي وأوجاعي من جسدي وأفكاري من مخيلتي، عُتق حُلمي وطموحي من ذاتي كل ما كان مسلسِلاً بسلاسل من الكتمان تنفس في تملكك، من هنا عرفت أن بعض القيد انفكاك، وأن الحرية قد تكون ونحن مكبَّلون بمن نحب! وأننا نُحلق في فضاء واسع.. واسع جداً لايحدهُ حد لأننا أمتُلكنا، نشعر بالخير دائماً، فالعتق من حُب ما نُحب لا يجوز. [email protected]