المتهم مسجون وراء قضبان حديدية حتى تثبت براءته، ولكن هناك نوعان من المساجين، النوع الأول المتهم ومكانه السجن العام حتى يكمل مدة حكمة والثاني البريء الذي يقطن خلف قضبان حديدية، ولكن ليس كتلك القضبان التي يكون خلفها المتهم، فالنوع الأول يحصل على حريته يتحرك في داخل السجن وله زيارة من أقاربه، ولكن النوع الثاني يكبل بالقيود والسلاسل وجلسات كهرباء إذا لزم الأمر لماذا؟، هل كل مريض نفسي يعامل هكذا، لماذا لا نوقف تلك المهزلة التي تحصل خلف أسوار المراكز الصحية النفسية الحكومية، مهزلة تحصل لمن أصيب بنوبة صرع أو انفصام للشخصية، سلاسل وقيود توضع في أيدي ورجلي المريض، لا يهتمون بذلك الجسد المريض. لماذا لا يجدون طرقا أفضل من القيود والحديد؟.. لماذا لا يضعون أنفسهم مكان ذلك المريض. عندما تمرضون نفسيا أنصحكم بعدم الاتجاه إلى عيادات الصحة النفسية الحكومية! مراكزنا الحكومية كما نعلم بأن موظفيها لا يريدون غير راتب شهري يتسلمه ولا يهمه من كان ذلك العميل الذي يقف أمامي ما الذي جرى في هذا العالم! لا رحمة ولا حنان في قلوبنا لا عطف ولا إنسانية في داخلنا! أصبحنا كالحجارة لا نشعر بمن يقف أمامنا، لا نشعر بما في داخل ذلك الشخص وبما يعاني، لماذا دوائرنا الحكومية تتجاهل مشاعر العميل أو المريض نفسيا؟ لماذا لا توجد مراقبة من قبل وزارة الصحة لموظفي المراكز الصحية؟ أليس نحن من الشعب والحكومة في خدمتنا؟ عندما يقف المريض أمام الاستقبال وتأتيه الموظفة وترفع صوتها عليه دون احترام حتى وهو كبير بالسن..! أين الأخلاق التي تربينا عليها، أهكذا نحترم الكبير ونعطف على الصغير، أليس المريض النفسي يحتاج معاملة أفضل. هل زالت الرحمة والإنسانية من قلوبنا، ولكن سنظل القوم الذي لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم وسندفن رؤوسنا تحت التراب كالأنعام ولا نطالب بأقل حقوقنا وهي الاحترام والرعاية والأمانة في تأدية العمل.