جسد انعقاد البرلمان اليمني في سيئون عاصمة حضرموت، لحظة تاريخية فارقة للشرعية والشعب اليمني؛ فإذا كانت عاصفة الحزم مثلت الضربة التاريخية لقطع رأس الأفعى الإيرانية في اليمن، فإن اجتماع سيئون كان بمثابة مؤسسة العمل التشريعي لدعم جهود السلطة الشرعية في استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واستكمال المسار السياسي. وتكمن أهمية الجلسة في أنها المرة الأولى بعد انقطاع استمر 4 سنوات، عقب انقلاب الحوثي على الشرعية في عام 2014. الرئيس هادي في خطابه التاريخي أرسل رسالة مهمة مفادها بأن من أهم دلالات انعقاد مجلس النوب بعد طول غياب هو توحد كافة اليمنيين بكل أحزابهم واتجاهاتهم وأطيافهم على قاعدة الشرعية والثوابت الوطنية في مواجهة المشروع الإيراني المدمر. وليس هناك شك في أن انعقاد البرلمان بنصابه القانوني في سيئون يعتبر ضربة للمشروع الحوثي الإيراني الذي يتآكل يوماً بعد آخر، ويعكس عزلته عن الشعب ولم يعد معهم أحد إلا من كان تحت الإكراه، وهم بقية النواب الموضوعين في صنعاء تحت الإقامة الجبرية. إن الشعب اليمني في مرحلة ما بعد سيئون يسعى لإنجاز سلام شامل وفق المرجعيات الثلاث التي اتفق عليها اليمنيون والمحيط الإقليمي والمجتمع الدولي، فجلسة سيئون قالت كلمتها وكانت شاهدة على استعادة مؤسسة التشريع اليمنية المختطفة، ومنحت الجلسة النائب سلطان البركاني مطرقة يحيى الراعي. وهكذا شكل انعقاد البرلمان في سيئون خطوة لاستعادة الشرعية لكامل التراب اليمني وبناء موسسات الدولة، وفي حين بقي العشرات من النواب في صنعاء تحت إمرة المليشيات الحوثية.. تمكن أغلب الأعضاء الأحياء وعددهم نحو 266 من المغادرة إلى مناطق سيطرة الشرعية أو إلى خارج البلاد هربا من بطش الحوثيين أو رفضا لانقلابهم، ما يعني ذلك أن الأغلبية تحققت للانعقاد وهو ما نجحت فيه الشرعية التي استطاعت أن تجمع نحو 141 نائبا للحضور إلى سيئون ضمن مساعيها لاستعادة البرلمان المختطف بشكل غير شرعي في صنعاء من قبل الجماعة الحوثية. جلسة سيئون.. لحظة فارقة للشرعية.. وقاصمة للحوثة... النصر قادم.