انطلقت في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت في اليمن، جلسة افتتاح دورة غير اعتيادية لمجلس النواب اليمني. وصوت 141 نائبًا خلال جلسة إجرائية، بتزكية سلطان البركاني، رئيسًا لهيئة رئاسة البرلمان، وثلاثة نواب له، بحسب ما ذكره وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني. وذكر الوزير الإرياني، أن أربعة نواب انضموا إلى الاجتماع، ليرتفع أعضاء البرلمان المشاركين في الجلسات، إلى 145 نائبًا. وأفادت مصادر إعلامية محلية، أن البرلمان افتتح جلساته، في أجواء هادئة ومستقرة تعيشها مدينة سيئون اليمنية. ويأتي انعقاد جلسة مجلس النواب في سيئون بناءً على قرار أصدره هادي، بموجب القانون الذي يسمح له كرئيس لليمن بتحديد أي منطقة داخل البلاد لعقد جلسات البرلمان، في حال عدم سماح الأوضاع الأمنية لانعقادها في العاصمة السياسية. وتشهد سيئون إجراءات أمنية مكثفة لتأمين المدينة مع انطلاق أولى جلسات البرلمان. وكانت ميليشيات الحوثي قد هددت صراحة باستخدام المادة 125 من قانون الجزاءات التي تنص على الإعدام ومصادرة الأملاك والأموال في جرائم "الخيانة العظمى". وبالفعل، شن الانقلابيون، الأربعاء الماضي، حملة مصادرة منازل أعضاء في البرلمان بالمناطق الخاضعة لسيطرتهم، والذين سيجتمعون في سيئون. وقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خلال جلسة البرلمان اليمني الذي انعقد في سيئون بحضرموت، لأول مرة منذ الانقلاب الحوثي، إن الشرعية اليمنية تهدف لإنجاز سلام شامل وفق المرجعيات الثلاث، إلا أن ميليشيا الحوثي تعرقل تلك الجهود وتتعمد إفشال كل الاتفاقيات، مضيفاً: "انعقاد البرلمان يشير بوضوح لفشل المشروع الحوثي المدمر". ووجه هادي الشكر للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لمساندتهم للشرعية اليمنية، مؤكداً أن "أهم أولوياتنا في الوقت الراهن هي هزيمة الانقلاب". وقال هادي إن الحوثيين رفضوا كل دعوات الحوار والسلام ويتعمدون إفشال أي محاولات للحل السلمي، و"اليوم يستعيد اليمنيون أحد أهم مؤسسات دولتهم.. أدعو كل البرلمانيين الذين لم يلتحقوا بأن ينضموا إلى البرلمان". ودعا هادي المجتمع الدولي للتصدي لمماطلات الحوثيين في مباحثات السلام، متهماً الحوثيين بسرقة المساعدات الإغاثية الموجهة لليمنيين والمتاجرة بها، مشدداً على أن مؤسسات الدولة ملتزمة بتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، وأن أي موظف في الدولة لا يقوم بمهام وظيفته هو خائن للوطن والشعب. وقال الرئيس اليمني: "أناشد اليمنيين بالتمسك بالأمل رغم تهديدات وانتهاكات الحوثيين.. لم نكن نريد الحرب وبذلنا كل ما في وسعنا لتفاديها"، مضيفاً: "أثق في النصر على الانقلاب لننطلق بعده في بناء اليمن الاتحادي الجديد". ووجه هادي حديثه للحوثيين قائلاً: "ألم يحن الوقت لإلقاء السلاح والبدء في السلام؟.. نمد يدنا بالسلام للحوثيين لأن اليمن غال وعزيز"، مضيفاً: "لا ترهنوا حاضر ومستقبل اليمن لأعداء البلاد"، مؤكدا أن الحوثيين لم يطلقوا رصاصهم إلا في صدور أبناء اليمن. وتحدث رئيس البرلمان اليمني المنتخب، سلطان البركاني، قائلا أن إيران تسعى عبر المشروع الحوثي لتثبيت نفوذها من اليمن إلى لبنان. موضحا في أول اجتماع لمجلس النواب منذ الانقلاب في مدينة سيئون، إن "اجتماع البرلمان في سيئون يأتي متوافقاً مع مواد الدستور"، مشدداً: "نحن مصممون على هزيمة انقلاب الحوثيين ليستعيد الشعب اليمني دولته". كما أشاد بدور تحالف دعم الشرعية في وجه الانقلاب، مشدداً على أن الانقلابيين يعملون على تنفيذ برنامج فارسي وينفذون مخططاً يستهدف اليمن وجيرانه، وتابع: "نمد أيدينا للسلام وندعم أي جهد محلي أو إقليمي أو دولي لتحقيقه، كما ندعو الحوثيين للجنوح للسلم ونبذ العنف وفقاً للقرارات الدولية". وأضاف: "ندعو كل المكونات السياسية لنبذ المشاريع الانفصالية في اليمن، ونطالب مسؤولي الأجهزة الحكومية بالانتقال لعدن لممارسة مهام أعمالهم".