عقد مجلس النواب اليمني بمديرية سيئون بمحافظة حضرموت اليوم (السبت) أولى جلساته بعد انقطاع دام 4 سنوات، بحضور الرئيس عبدربه منصور هادي، ورئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي، ورئيس مجلس النواب اليمني سلطان سعيد البركاني، ونائب رئيس مجلس النواب، وعدد من سفراء الدول والقيادات العسكرية والمسؤولين. وفي مستهل الجلسة، ألقى رئيس مجلس النواب اليمني كلمة أعرب فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولدول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية على ما تقدمه من دعم سخي للجمهورية اليمنية. وثمن لرئيس الجمهورية تبنيه دعوة المجلس لاستعادة نظام دورة جلساته، وذلك بموجب صلاحيته الدستورية، الذي يأتي امتداداً لتصديه المستمر للانقلاب وإصراره على هزيمته ليتمكن الشعب اليمني من استعادة دولته ونيل حقوقه وحريته، مؤكداً أن الحوثيين خلقوا عداوات مع الدول المجاورة الشقيقة وحولوا عاصمة الجمهورية اليمنية إلى مرتع للعصابات واستعبدوا أهلها، داعياً المليشيات الحوثية إلى التخلي عن العنف. بعد ذلك,، ألقى رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي كلمة هنأ فيها الجمهورية اليمنية رئيساً وحكومةً وبرلماناً وشعباً بمناسبة انعقاد أولى جلسات مجلس النواب، ليكون ممثلا للشعب اليمني جنباً إلى جنب مع السلطة التنفيذية الشرعية، يداً واحدةً وصفاً واحداً للتصدي للانقلاب الحوثي الذي قوض مؤسسات الدولة ونهب أموالها، ومنع وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين، وجند الأطفال في انتهاك صارخ للقانون الدولي، وهدد طرق الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وزعزع الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة. وأكد أن هذه الجلسة التاريخية لمجلس النواب اليمني على أرض اليمن التي يفتتحها الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية جاءت ثمرة من ثمار عاصفة الحزم. ورفع رئيس البرلمان العربي الشكر والعرفان لخادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على قرارهِ التاريخي بإطلاقِ عاصفةِ الحزمِ وإنشاءِ التحالفِ العربي لدعمِ الشرعية، مؤكداً أن قرار خادم الحرمين الشريفين قرار تاريخي عربي خالد حفِظَ عروبةَ اليمن، وأعاد للأمة العربيةِ كرامَتها، وأفشلَ المشروعَ الحوثي الإيراني الطائفي في اليمنِ والمنطقة، وحمىَ الشعبَ اليمني، ورسخَ مؤسسات الدولة ومقدراتِها الحيوية. وأكد أن البرلمانَ العربي لم يدخر جهداً في دعمِ سيادةِ وأمنِ واستقرارِ اليمنِ وسلامةِ شعبهِ ووحدةِ أراضيه، ودعمِ تمثيلِ مجلسِ النوابِ الشرعي في الاتحاداتِ البرلمانيةِ الإقليميةِ والدولية، فكانت الحالةُ في اليمنِ إحدى أهمِ شواغلِ البرلمانِ العربي وبند دائم على جدولِ أعماله، وانعكسَ ذلك في قراراتِ البرلمانِ العربي الصادرةِ عن جلساته، وبياناتهِ المتوالية، وكلها مبنيةٌ على ضرورةِ التعجيلِ بالتسويةِ السياسيةِ التي ترتكزُ على مخرجاتِ الحوارِ الوطني اليمني والمبادرةِ الخليجيةِ وآليتِها التنفيذيةِ وقراراتِ مجلسِ الأمنِ الدولي ذاتِ الصلةِ وخصوصا القرار رقمِ (2216)، وداعمةً للسلطةِ الشرعيةِ في الجمهوريةِ اليمنية، ومؤيدةً لما تقومُ به قواتُ التحالف العربي لدعمِ الشرعيةِ في اليمن، والمحافظةِ على الأمنِ القومي العربي. وأفاد الدكتور السلمي بأن البرلمان العربي قد طالب الأممالمتحدة بتسمية المليشيا الانقلابية الحوثية بالطرف المعرقل لاتفاق ستوكهولم، مفيداً بأن البرلمان العربي أصدر عدة قرارات لدعم السلطة الشرعية في الجمهورية اليمنية، وما تقوم به قوات التحالف العربي، كما طالب المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه ما يقوم به النظام الإيراني من عدوان سافر على سيادة جمهورية اليمن وانتهاك صارخ لقرار مجلس الأمن الدولي 2216، وتهريب الأسلحة بجميع أنواعها والصواريخ الباليستية للمليشيات الحوثية لأجل هدم اليمن وتفكيك المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن البرلمان يرفض دائماً التجنيد القسري لأطفال اليمن والزج بهم في ساحات القتال بالقوة الجبرية واستخدامهم كدروع بشرية. ولفت الانتباه إلى أن البرلمان العربي يثمن عالياً مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن وجعلها منطقة خالية من الألغام، مطالباً المجتمع الدولي بدعم مشروع مسام واتخاذ تدابير عادلة وعملية لجعل اليمن خالية من الألغام. وثمن المبادرات الإنسانية لدول التحالف العربي لدعم الشرعية لليمن وآخرها المبادرة الإنسانية في تخصيص المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة 200 مليون دولار أمريكي بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة، مشيراً إلى أن المساعدات التي قدمتها المملكة العربية المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة للشعب اليمني خلال 4 أعوام تجاوزت 18 مليار دولار أمريكي خصوصاً في القطاعات الإنسانية ذات الأولوية والأهمية. عقب ذلك، ألقى الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية كلمة قال فيها: «أتوجه بالشكر والتقدير لكل من بذل جهداً في تيسير انعقاد هذه الدورة الاستثنائية والتاريخية من قوى سياسية وشخصيات وطنية والشكر موصول لأشقائنا في المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على كل الدعم والتسهيلات التي قدموها، وهذا ليس بغريب عليهم فهم من حملوا مع السلطة الشرعية أعباء مواجهة وإسقاط الانقلاب وبذلوا الكثير من أجل تحرير اليمن واستعادة دولته المسلوبة وإسقاط سلطة الميليشيات المدعومة من إيران». كما قدم شكره لأبناء محافظة حضرموت على احتضانهم هذا الاجتماع التاريخي. وأكد أن المليشيات الحوثية تتعنت وتناور وتضع كل العراقيل لإفشال كل الجهود التي تبذل في الدورة التاريخية، مبيناً أن اتفاق ستوكهولم الذي مضى عليه أربعة شهور الذي لم ينفذ منه خطوة واحدة يؤكد حقيقة المشروع المدمر الذي تحمله المليشيات الحوثية التي رهنت نفسها للخارج وباعت وطنها لمشروع التخريب الإيراني الذي استهدف المنطقة العربية وعات فيها قتلاً وتدميراً وتشريداً. وأضاف أن انعقاد المجلس يشير إلى أن هذا المشروع الحوثي المدمر يتآكل يوماً بعد آخر وأن عنصريتهم قد عزلتهم عن جموع الشعب وتياراته ولم يعد معهم أحد إلا من كان تحت الإكراه. ووجه الرئيس اليمني عدداً من الرسائل لأعضاء مجلس النواب اليمني أكد فيها أن على عاتقهم مهمة كبيرة إلى جانب إنجاز العديد من المهمات التشريعية والرقابية التي تدعم جهود السلطة التنفيذية في استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.