صمم (العريان) على تحديد موعد المرواح كون ابنه (صردان) قحّم وهو يصاكع ويلاكع من معاون شاحنة إلى سواق تاكسي إلى قهوجي. وده يستقر وينتسم من المطارد، ويتمنى لو زوّجه ليرى أحفاده قبل ما تنطفي عينه. تردد (المتكتف) أبو العروس في تزويج رجال ما يملك إلا شاربه وقامته، خشية أن يهجول بنته، ويغرّبها في المدن، كما أن الحاجة للبنت قائمة فهي راعية الغنم، وتحتطب من الشعبان، وتجلب الماء من البئر، والمهر اللي بياهبونه ما يكفي لشراء مفارد ظفار وحجول فضة. قال أبو العريس «لا عاد تصك نصيب البنت صكتك بقعا، ما تدري أن ثلاث ما تحتاج لثلاث أولها الجوع ما يخليك تحتاج لقرصك إيدام. والنوم إذا كبس عليك ما تحتاج مخدة، والبنت إذا بلغت سن الزواج لا تتعلل بعفش ولا بروايا. قال أبو العروس: والله ما تروح بنتي بدون عرضة وزير وشاعر، قال العريان: ما نحتاج ولا شاعر وإن كان ولابد شاعرنا موجود وما ينشرع في بحره. قال: ما بيقنع إلا بكسوة كبيرة، وأضاف أعرفه يتمطع في القماش، وأنا مستعد أهبط وأتقاول مع شاعر له صيت. قال: كبّك من الفخفخة شاعرنا ما يعيبه شيء، واللي رفعها سبع ما نجيب غيره، علّق: آجل رفّع له بالمرق واللحم حتى يمدحنا، فسأله من متى القصايد ترفع رأس الهامة، وإلا ترخي للأجواد سامة؟ لكن إن كان ودك بحفلة عرضة وشاعر وزير نتقاسم الكسوة عليك خمسين وعليّ كماها. قال المتكتف: لا يا الرفيق، عليك خمسة وسبعين وعليّ خمسة وعشرين المدايح بياهبها كلها لك وأول ليلة أنا ما باروح مع بنتي لكن لا وصيك كدّ شاعرك ضيعة هيلة، خله أول الليل يقصّد للعرضة، ونص الليل اقلبها مسحباني، واختموها باللعب. من ظهر الربوع والجماعة موزعين بين ذباحة وصلاخة وطباخة، والنسوان مشغولات بتجهيز العروس، وعلم الشاعر أن أحد أبناء الشيوخ سيحضر الحفل، فاشتغل عليه بالمديح «أنت شيخ عند ربعك وريّس دايرة». لم يلتفت الممدوح للمادح سرى وخلاه، فقرر أبوالعريس يبخس الكسوة، كونه لم يمدحه ولا بقصيدة. فمدّ له بعشرين ريال. حنس الشاعر، وعاد للمعراض وعبا قصيدة مطولة ختمها بقوله «يحسب اني من جفيره وبدو الحاشدي».. علمي وسلامتكم. Al_ARobai@