تختزن ذاكرة خالد سعيد حادثة السير المروعة التي وقعت على الطريق الزراعي الرابط بين قريتي القريشمان والديسة (شرقي ضباء) أخيرا، وراح ضحيتها شابان باصطدام مركبتيهما وجها لوجه على الطريق المتهالك الضيق الذي يفتقد لوسائل السلامة، وأكثر ما آلام سعيد -بحسب قوله- تأخر رجال الإسعاف في مباشرة الموقع، نظرا لتعثر الاتصال بهم، في ظل عدم توافر شبكة اتصالات قوية في الموقع. وأكد سعيد إيمانه بقضاء الله وقدره، إلا أنه استدرك بالقول: «لكن لو وصل رجال الإنقاذ في الوقت المناسب لتمكنوا من إنقاذ الشابين أو أحدهما على الأقل، فالثانية الواحدة في مثل هذه الظروف تصبح فارقة وذات أهمية قصوى» متمنيا إنهاء معاناة العابرين على الطريق الحيوي الذي لا يزيد طوله على 50 كيلومترا، ويمر بالعديد من القرى منها النابع، وادي داما، شغب، الحواويط، أبو العجاج وشواق. وشكا سعيد من الإهمال الذي يعانيه الطريق رغم حيويته وأهميته، مشيرا إلى أنه ضيق بلا ازدواجية ولا إنارة ووسائل سلامة، تزدحم فيه مركبتان، وتنتشر فيه المنحنيات الخطرة، فضلا عن التجاوزات التي ترتكبها فيه الشاحنات دون رقيب. واتفق غالبية سكان المنطقة والقرى المتاخمة للطريق مع ما ذهب إليه سعيد، مطالبين وزارة النقل باتخاذ حلول جذرية له، فهذا محمد الفحيماني تذمر من افتقاد طريق القريشمان والقرى المتاخمة له لشبكة اتصالات، لافتا إلى أن المعاناة تتفاقم بوقوع حادثة على الطريق، فيجدون صعوبة في التواصل مع الهلال الأحمر والدفاع المدني ورجال المرور لمباشرته وإنقاذ المصابين، مؤكدا أن كثيرا من الأرواح فاضت بسبب تأخر صوت الاستغاثة إلى الهلال الأحمر والدفاع المدني في ظل ضعف شبكة الاتصالات على الموقع. وأوضح باسم محمد أن غالبية المسعفين على طريق القريشمان يستعينون بتسلق الجبال للبحث عن المناطق التي قد يوجد بها إرسال لمخاطبة الدفاع المدني والهلال الأحمر لطلب الاستغاثة، ملمحا إلى أنه لا يزال يتذكر صورة الطفلة التي فقدت والديها وأشقاءها الخمسة على الطريق، حينما وجدها تحتضن أمها وهي قد فارقت الحياة بجوار عائلتها في ظلام دامس، مشيرا إلى أن تأخر فرق الإنقاذ عن مباشرة الحادثة فاقم من تداعياتها. وقال: «الأعمار بيد الله، لكن ظل أفراد تلك الأسرة يستغيثون لفترة طويلة، ونحن نحاول التواصل مع الهلال الأحمر والدفاع المدني، ولم نصل إليهم، إلا متأخرين ولم يحضروا إلا في الوقت الضائع»، مشددا على ضرورة معالجة المشكلة وتزويد طريق القريشمان بشبكة جوال فعالة. وبين عبد الرحمن حسن البلوي أن طريق القريشمان زراعي من بدايته من قرية العمود إلى مفرق الديسة، وتلجأ إليه الشاحنات الكبيرة التي تقصد ميناء ضباء والمناطق المختلفة في شمالي المملكة، لاختصاره وقصر مسافته، رغم وجود لوحة تحذر من دخول الشاحنات إليه، نصبت من بدايته في مفرق قرية العمود. ولفت إلى أن الناقلات الضخمة تشكل خطرا على سكان القرى المتاخمة للطريق الضيق، خصوصا أهالي مركز نابع داما، متسائلا عن دور رجال المرور في ضبط المركبات المخالفة وفرض عليها الغرامات، ليضع حدا لها. وحذر عواد سالم الحويطي من وجود وصلة ترابية لا يزيد طولها على ثلاثة كيلومترات تتلف المركبات وتتسبب في كثير من الحوادث، متسائلا عن دور بلدية شواق وفرع وزارة النقل في علاجها، خصوصا أنها ليست طويلة. واستاء من افتقاد الطريق للصيانة خصوصا على جانبيه، مشددا على ضرورة توسعته وتنفيذ مشروع ازدواجيته وإنارته، ومنع الشاحنات من الدخول إليه، مؤكدا أنه في حال الاهتمام به سيدعم الحركة السياحية في المنطقة، لاسيما أنه طريق حيوي إلى قرية الديسة. هجمات الشاحنات وانتقد علي الوابصي ما اعتبره تقاعس إدارة الطرق في معالجة الوصلة الترابية على الطريق، ملمحا إلى أنها تعمل فيها منذ نحو تسعة أشهر دون أن تنجزها، مبينا أن الصدأ التهم السياج الذي شيد حول تلك الوصلة قرب مدخل قرية النابع. وأرجع خطورة طريق القريشمان إلى ضيقه وافتقاده للازدواجية ووسائل السلامة وهجمات الشاحنات من حين إلى آخر، وغياب رجال المرور والإشارات التحذيرية، مشددا على ضرورة أن تتحرك أمانة تبوك وإدارة الطرق لمعالجة خطورة الطريق وحقن دماء الأبرياء التي تراق عليه بغزارة، منتقدا ما اعتبره غياب دور المجلس البلدي في قرية شواق لتسليط الضوء على خطورة الطريق.