استضافت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر (آركو) مؤخراً بمقرها في الرياض «ورشة العمل التشاورية لاستراتيجية الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر 2030»، بحضور مدير السياسة والاستراتيجية والمعرفة في الاتحاد شاون هازيلداين ومدير قسم الشراكات وتطوير الموارد بالاتحاد سامي فاخوري، وأمين عام جمعية الهلال الأحمر البحريني الدكتور فوزي أمين، ومدير العلاقات العامة والإعلام خالد الزيد ممثلاً لجمعية الهلال الأحمر الكويتي، وسعد آل يحيى ممثلاً لهيئة الهلال الأحمر السعودي. ورحب الأمين العام للمنظمة الدكتور صالح السحيباني بالوفود الإنسانية المشاركة في هذه الورشة التي تؤكد الحضور الفاعل لأعضاء الحركة الدولية الإنسانية وتتيح الفرصة للتشاور في مستقبل استراتيجية الاتحاد 2030 التي تتطلب مشاركة الجميع في مستقبل العمل الإنساني. وأوضح أن استضافة الورشة تؤكد دور الأمانة العامة للمنظمة في سبيل تنسيق الجهود وتوحيد الصف الإنساني والتنسيق بين الجمعيات الوطنية العربية ودعم البرامج المستقبلية من أجل إنجاح وتعزيز المشاريع التي تحقق رسالة الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، إضافة إلى مشاركة الجمعيات الوطنية في رسم ملامح مستقبل العمل الإنساني في ظل تناسل الأزمات الإنسانية في بعض البلاد العربية وتواجد أكبر المانحين في ذات المنطقة مما يستلزم حراكاً فاعلاً في هذا الجانب. وكشف أنه تم التركيز على محور الجمعيات الخليجية لاختلاف التحديات التي تواجه الجمعيات الوطنية في المحاور العربية الأخرى لتتم عملية تقديم المقترحات وتجانس الأفكار بشأن هذه الاستراتيجية المهمة التي تستهدف محاور مستقبل الاتحاد الذي يركز على تعزيز القيم الإنسانية، والاستجابة للكوارث، والاستعداد لها، ورعاية الصحة والمجتمع. وأضاف أن مثل هذه الورشة تعد نموذجاً حياً لتأكيد أهمية مستقبل التنسيق الإنساني لمواكبة حراك الجهات المانحة ومواجهة حالات الصراع والكوارث بالتنسيق مع الجمعيات الوطنية داخل المناطق التي تشهد حالات الطوارئ. من جهته أكد شاون هازيلداين، على دور جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر القائم على كيفية تحقيق الاستجابة الناس والمجتمعات والاقتصادات والدول لآثار تغير المناخ، وإدارة أزمات متعددة كبرى قد تحدث في نفس الوقت، وتنظيم عمليات الاستجابة على مستويات متعددة تشمل إقامة الشراكات المبتكرة وتنوع الأنشطة لخدمة القضايا الإنسانية، ومواجهة النزوح الجماعي الناجم عن تغير المناخ. ودعا الجمعيات لوضع التصور المناسب للبنية المالية المحتملة لقطاع العمل الإنساني في السنوات القادمة، والعمل على كيفية استخدام مصادر التمويل البديلة، مع إعادة النظر في برامج تنمية المهارات والتعليم وبرامج تعزيز سبل العيش وروح المبادرة ومساعدة المتطوعين الشباب، وتعزيز الاستجابة للاحتياجات الناجمة عن الأزمات الصحية التي تظهر فجأة وتتفشى بسرعة، والاستفادة من نظم الصحة المجتمعية لتنظيم الاستجابة الصحية أو اتخاذ إجراءات التخفيف من حدة الأمراض. وتوقع «شاون» زيادة حدة الآثار المرتبطة بالمناخ خلال السنوات القادمة، ما يؤدي إلى تعميق الكفاح لعدد كبير من المجتمعات المحلية المستضعفة أصلاً، لافتاً إلى أن الأمن الغذائي والمائي يعد مشكلة متعاظمة تتجاوز معالجتها أي حلول، وتوقع أن تولد التطورات المحتملة في مجال الهندسة الجغرافية مخاطر غير مسبوقة، مشيراً إلى أنه بحلول عام 2030 سيكون كل فرد من بين ثلاثة أفراد في المدن يقيمون في تجمعات عشوائية ويعانون من حرمان كبير، وبين أن الدول النامية تحتاج وفق تقديرات الأممالمتحدة إلى 2.5 تريليون دولار أمريكي في السنة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة حتى 2030. وأكد المشاركون في الورشة أن الاتحاد طرح رؤية شاملة حول استراتيجيته المستقبلية لخدمة العمل الإنساني ووضع الحل الناجع المستنير لمختلف القضايا الإنسانية في المنطقة العربية والعالم، مؤكدين أن جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر تواصل جهودها في تأمين الاستجابة السريعة لإغاثة الفئات الأكثر تضرراً من الأزمات الإنسانية، مركزة على أهمية تجويد العمل الإنساني لخدمة القضايا الإنسانية وتكثيف التعاون الاستراتيجي مع مكونات الحركة الدولية الإنسانية بهدف المشاركة والتنسيق بناء على مستجدات المعلومات المتوفرة التي تساهم في صوغ استجابات فعالة ومشتركة لشركاء الإنسانية الذين يعملون حالياً لمواجهة تحديات ومتطلبات أكبر منطقة صراع وكوارث يشهدها العالم. فيما طرحوا في ختام أعمال الورشة عدة محاور تمثلت في الاستجابة السريعة للأزمات والكوارث الإنسانية، العمل على تطوير قدرات المتطوعين الشباب، تنويع مصادر التمويل لمختلف البرامج الإنسانية، استخدام التقنية في خفض حجم الأخطار الناجمة عن الكوارث الطبيعية، العدالة في توزيع المناصب العليا في الاتحاد الدولي، تفعيل مبادرة الاتحاد في مواجهة الكوارث، تأسيس آلية لدعم الأداء الإنساني في الاتحاد والجمعيات الوطنية، وتفعيل التنسيق بين الجمعيات الوطنية.