تحدثنا يوم أمس عن المواقف المشرفة للمملكة تجاه قضايا وأزمات الدول الشقيقة، العربية والإسلامية، وكيف يقابل بعضها تلك المواقف بالنكران والخذلان في الأزمات السياسية التي تواجهها المملكة أحياناً، رغم أنها لا تحتاج أكثر من موقف أخلاقي يدعم عدالة قضاياها ومواقفها ويساعدها على توضيح الحقائق لدول وشعوب العالم. وفي الوقت ذاته فإننا هنا في المملكة لا نتحدث كثيراً عن الأعمال الإنسانية والمساعدات والدعم الكبير الذي نقدمه لتلك الدول والشعوب، ولا نستثمر هذه المواقف المشرفة بخدمتها إعلامياً ودبلوماسياً لتصل حقيقتها إلى شعوب العالم التي يضللها الإعلام الذي يستهدف المملكة. مؤخراً تنازلت المملكة عن 6 مليارات دولار مديونيات لها لصالح الدول الفقيرة، هذا المبلغ الكبير لا تتنازل عنه أي دولة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي يمر بها العالم، لكن المملكة فعلت ذلك بأريحية وطيب خاطر، إضافة إلى ذلك فقد أوضحت التقارير الخاصة بمنظمة الأونروا أن المملكة كانت ثاني أكبر داعم لها خلال عام 2016 إذ وصلت تبرعاتها 148 مليون دولار، أما إذا أضفنا لذلك ما يقدمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من جهود وتبرعات للدول المحتاجة حول العالم فإن المملكة تكون بلا شك أكبر دولة تتبنى الدعم والعمل الإنساني، ولكن رغم كل ذلك فإن بعض الدول التي تكاد تعيش على دعم المملكة ومعوناتها مارست مواقف مخزية ضدها في الظروف الصعبة، ولم تلتزم حتى بالحياد كأقل تصرف أخلاقي. نحن بحاجة ماسة إلى خدمة هذا الملف، ملف الدعم والعمل الإنساني بشكل فعال لتصل حقائقه إلى العالم، وبحاجة أيضاً الى إعادة النظر في دعم بعض الدول التي تتنكر للمملكة في الأزمات والمنعطفات المهمة. [email protected]