تتسنم المملكة العربية السعودية مطلع تموز يوليو المقبل رئاسة اللجنة الاستشارية لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى الاونروا، لتكون أول دولة عربية مانحة تتولى الرئاسة في هذه المنظمة التي تتكون من 23 دولة، وتنشط في دعم وعون 4.7 مليون لاجئ فلسطيني موجودين في 58 مخيماً وخارجها. وأوضح المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى الأونروا فيليبو غراندي ل"وكالة الأنباء السعودية"أن المملكة تعد شريكاً مهماً ل"الأونروا"وأن زيارته متزامنة تقريباً مع تسلمها لرئاسة اللجنة الاستشارية لمنظمة الأونروا، اذ تقوم اللجنة بتقديم الاستشارات للمفوض العام في المسائل المتعلقة بالسياسات والعمليات، وهي رئاسة دورية سنوية تأتي السنة الأولى للدولة المستضيفة للاجئين الفلسطينيين والأخرى للدول المانحة. وقال غراندي الذي وصف أول زيارة له إلى المملكة بأنها الأهم:"في بداية تموز المقبل ستنتقل الرئاسة الدورية للمملكة لمدة عام كامل، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ المنظمة الممتد لستين سنة أن تتولى دولة عربية مانحة رئاسة اللجنة الاستشارية للمنظمة، وأظنها فرصة عظيمة لتباحث المسائل المتعلقة بهذا الخصوص مع المسؤولين السعوديين". وأفاد أن من أهم الأولويات التي قدم من أجلها هو تقديم الشكر للقيادة السعودية التي دعمت بقوة الأونروا سياسياً ومالياً وأخلاقياً، بخاصة في السنوات الأخيرة الماضية، مثمناً المواقف الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأبرز المواضيع المطروحة في زيارته الحالية للمملكة في سبيل تقوية هذا الدعم، ومنها الجانب المالي، لافتاً إلى أن المملكة العربية السعودية من أهم المانحين إذ قدمت على سبيل المثال - في تبرع منفرد - مبلغ 25 مليون دولار لإعادة إعمار نهر البارد في لبنان الذي دمر تماماً بسبب صراعات قبل سنوات، وهو ما يعد من أضخم الإسهامات المنفردة لمثل هذه الأعمال التي تخدم اللاجئين. وبين أن دعم المملكة ليس فقط لحالات الطوارئ كما في غزةولبنان، بل أيضاً يمتد إلى برامج المنظمة الاعتيادية الأخرى منها التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية، وقال:"المملكة مساهم سخي وأساسي في حالات الطوارئ مثل الحرب على غزة العام الماضي وأحداث نهر البارد في لبنان وأحداث جنين عام 2002 وغيرها من الأمثلة العديدة". ورأى أنه من المهم بالنسبة للمانحين بخاصة المملكة - لأهميتها في المنطقة - تفهم أهمية دعم البرامج الحيوية للمنظمة خصوصاً الصحة والتعليم، مركزاً على التعليم، وقال:"تمتلك الأونروا 7 آلاف مدرسة تقريباً وفي كل يوم يتوجه لها 500 ألف طالب فلسطيني، وهذا هو مستقبل الشعب الفلسطيني، ولذا فمن الأهمية بمكان دعم هذا الجانب". واستدرك قائلاً:"إن الأونروا تمر بظروف مالية صعبة إذ اننا بحاجة إلى تأمين 90 مليون دولار لنتمكن من تجاوز عام 2010 وأتطلع إلى المملكة العربية السعودية بتفاؤل وثقة في معالجة هذه الأزمة بالتعاون مع الدول المانحة الأخرى منها الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية واليابان ومانحون مهمون آخرون للقيام بجهد جماعي خاص لتتجاوز الأونروا هذه الأزمة". وأكد أهمية وضرورة منظمة الأونروا وأن من دونها فإن اللاجئين الفلسطينيين قد يضيعون ويتخلى عنهم تماماً وقال:"نحن بدورنا لا نستطيع تحمل أن يحصل مثل هذا الأمر". وأعرب عن سروره بنجاح اللقاءات والمحادثات التي أجراها خلال وجوده بالمملكة، ومستوى التقدير الذي تحظى به الأونروا من السعودية، وقال:"أنا متفائل جداً بشراكة الأنروا مع المملكة، خصوصاً في هذا العام بالذات اذ ترأس اللجنة الاستشارية للمنظمة، وأنا واثق بأنها ستكون من أهم الشراكات في العالم". وأبرز المفوض العام للاونروا مساعدات المنظمة المباشرة للاجئين ودورها في التعليم في المدارس، مبيناً أن المال المقدم للأونروا يذهب مباشرة لتعليم الأطفال وتوزيع الطعام وتقديم الخدمات الصحية للمستحقين، فهي الوحيدة التابعة للأمم المتحدة التي تقوم بهذا العمل. وشرح كيف ان الأونروا توجد في غزة على رغم حصار الاحتلال الإسرائيلي القائم مبيناً أن لدى الأونروا 10 آلاف موظف يعملون حالياً في غزة موزعين في المدارس والمراكز الصحية ومراكز تقديم العون، مؤكداً أن الأونروا تواجه صعوبات كثيرة بسبب الحصار القاسي الذي أثر في حياة الناس وفي عمل الأونروا. وعزا عدم تحقق الشيء الكثير في تقديم المساعدات إلى غزة - بعد التعهدات الضخمة من الدول المانحة في شرم الشيخ ومن ضمنها السعودية لإعادة إعمار قطاع غزة بعد سنوات صراع طويل - إلى الحصار الإسرائيلي، وقال:"لم يتحقق إلا الشيء القليل ليس بسبب الدول المانحة ولكن بسبب الحصار الذي منعنا من إدخال مواد البناء، وهذه هي الصعوبات التي نواجهها، اما في ما يتعلق بالتعليم والصحة والأعمال الإنسانية وتوزيع الأدوية الطبية فإننا قادرون على فعل ذلك، لأن لدينا تصريحاً بذلك نتفاوض عليه يومياً بصرامة مع السلطات الإسرائيلية، ولقد نجحنا في تحقيق ذلك في هذه المجالات".