الفنان المثقف يستطيع أن يؤثر بشكل إيجابي داخل المجتمع؛ لأنه يؤمن برسالته ويستطيع أن يختار أعماله بعناية فائقة، حتى يستطيع أن يقدم قيماً ومبادئ تساعد على رفع الوعي وتنمية الثقافة لدى محبيه، وهو ما حرص عليه الفنان الراحل نور الشريف الذي كان مختلفاً في طبيعته عن الكثير من أبناء جيله، فكان دائماً يقرأ ويتابع الوضع الثقافي، وحركة النشر ليقتني ما هو جديد من الكتب، ونرى ذلك عبر أغلب أعماله. الشريف الذي خيم الحزن على محبيه أمس (السبت) بحلول الذكرى الثالثة على وفاته في 11 أغسطس 2015، استطاع عبر مشواره الفني تقديم أعمال مميزة حازت على إعجاب المشاهدين في مصر والوطن العربي، فالراحل اشتهر بتقديم عدد من الروايات لكبار الكتاب في قالب سينمائي وتلفزيوني وكذلك على المسرح، ونستعرض فيما يلي أهم الروايات التي قدمها الفنان الراحل نور الشريف. بدأ الفنان الراحل حياته الفنية عام 1967 -عقب تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان الأول على دفعته- من خلال رواية صاحب نوبل «ثلاثية نجيب محفوظ» ليقدم دوراً استطاع من خلاله أن يفرض موهبته على الوسط الفني، وهو شخصية كمال عبدالجواد في فيلم «قصر الشوق»، ونجح نجاحاً كبيراً لتتوالى الأعمال بعد ذلك. وفي 1969، قدم فيلم «بئر الحرمان» قصة الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، وهو أحد الأفلام النفسية المعقدة القوية الإيقاع الذي تدور أحداثه حول «ناهد» (سعاد حسني) الفتاة المصابة بازدواج في الشخصية. وفي عام 1970، قدم فيلم «السراب» قصة الكاتب العالمي نجيب محفوظ، وفي الفيلم يسرد البطل كامل رؤية ذكرياته منذ الطفولة، أي أن الرواية تقدم شخصية البطل الراوي، مما يعني أن الذكريات والأحداث المسرودة تأتينا من منظور البطل نفسه. وفي عام 1975، قدم فيلم «الكرنك» قصة نجيب محفوظ وإخراج على بدرخان، وتجسد أحداث الفيلم حالة الاستبداد السياسي والفكري، إذ يتناول قصة مجموعة من الشباب الجامعيين الذين يتم اعتقالهم دون جريمة بسبب التقائهم في مقهى «الكرنك» الذي عرف عنه تجمّع بعض المفكرين فيه وتعرضهم أحياناً لنقد الثورة. وفي عام 1974، قدم الراحل فيلم «الأخوة الأعداء» المأخوذ عن الرواية الروسية الشهيرة «الإخوة كارامازوف» للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي، وتدور أحداث الفيلم حول أب لديه 4 أبناء، ولكنه لا يحبهم ولا يحب كل منهم الآخر، علاقتهم ببعض عادية لا يشوبها إلا المصلحة، ولكنها تصل إلى قمة العداء بين الأب وأحد أبنائه لخلافاتهم المادية. وفي عام 1982، قدم نور الشريف فيلم «غريب في بيتي» للكاتب وحيد حامد، وتدور أحداث الفيلم حول شحاته أبو كف الذي يهوى كرة القدم، ويحترفها في نادي الزمالك وهو من سكان الصعيد وينزل القاهرة لأول مرة، وتواجهه مشكلة الشقة، ويقوم النادي بتوفير شقة مفروشة له، ولكن يقوم صاحب الشقة بعملية نصب محكمة ببيع الشقة له ولسيدة أخرى في الوقت نفسه، ويضطر الطرفان للعيش في بيت واحد. وفي 1981، قدم فيلم «الشيطان يعظ» للروائي نجيب محفوظ، وتدور قصة الفيلم حول عالم الفتوات في الحواري المصرية القديمة، إذ تبدأ القصة بموافقة الفتوة الأكبر على انضمام شاب إلى أتباعه، لكنه يطلب منه البحث عن أجمل فتيات الحارة، وعندما يعثر عليها الشاب يقع في حبها ويتزوجها. في 1989، قدم فيلم «قلب الليل» للروائي نجيب محفوظ، وتدور قصة الفيلم حول الطفل جعفر الذي يشعر بالرغبة في التحرر من سلطة الجد، يهجر دراسته في الأزهر جرياً وراء هوى قلبه وتعلقه براعية غنم من الغجر هي مروانة، ويعترض الجد على زواجه من مروانة، ويطرد حفيده، من قصره. في 1989، قدم فيلم الظالم والمظلوم، وقصته مأخوذة عن قصة انتقام الكونت دي مونت كريستو للكاتب العالمي غارسيا ماركيز، وتدور الأحداث عن عامل يدعى جابر «نور الشريف» وهو شاب يعمل في ميناء الإسكندرية ويتميز بشهامة ابن البلد، وهو يحب الفتاة بدور «إلهام شاهين» ويتزوجها، يراها مسؤول كبير في الاتحاد الاشتراكي «سالم» أيام بدء النظام الاشتراكي فيأسره جمالها. في عام 1986، قدم فيلم «وصمة عار» عن قصة الروائي نجيب محفوظ «الطريق»، والفيلم يتحدث عن شخصية مختار الذي تموت أمه وتعلمه أثناء لحظة وفاتها بأن والده لايزال على قيد الحياة وأنه يقيم في مدينة القاهرة، وأنه يجب أن يذهب إليه ليضمن له الحياة الكريمة، يتعرف على صحفية تدعى إلهام وتحاول مساعدته في العثور على والده.