كشفت الباحثة اليمنية في الحقوق والحريات ليزا البدوي، أن نسبة الأطفال المجندين في صفوف ميليشيا الحوثي يقدر بنحو 30%، وذلك وفق دراسة ميدانية أجرتها مؤسسة «وثاق» العاملة في مجال الرصد. وأفادت الباحثة في حديثها خلال ندوة عقدت أخيرا في مقر الأممالمتحدةبجنيف ضمن فعاليات الدورة 38 لمجلس حقوق الإنسان، حول تجنيد الأطفال في اليمن، بأن الدراسة أظهرت أن 80% من الأطفال ينخرطون في التجنيد بسبب الأوضاع الاقتصادية والحاجة للمال، مضيفة أن الأسباب العقائدية تشكل 10% من التعبئة التي تقوم بها ميليشيا الحوثي بين صفوف الأطفال. وأشارت البدوي إلى أبرز الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال بسبب التجنيد ومنها خطر القتل والإصابة والحرمان من التعليم، والتعرض للاستغلال الجنسي، والإصابة بالحالات النفسية، مستعينة بإحصائيات عن المناطق التي شملتها عملية تأهيل الأطفال التي تجري بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للإسهام في إعادتهم لممارسة الحياة الطبيعية. من جهتها، ذكرت العضو في تحالف «رصد» المحامية هدى الصراري، أن ميليشيات الحوثي جندت منذ مطلع العام الحالي 305 أطفال يمنيين في 14 محافظة منها صنعاء وذمار وحجة والأمانة وصعدة وإب. وأضافت أن مصير الأطفال المجندين هو سقوط 70% منهم قتلى في المعارك، و8% جرحى، و9% أسرى لدى قوات الشرعية، و13% ما زالوا على جبهات القتال، وتتراوح أعمار الأطفال المجندين ما بين 10 إلى 17 سنة. وبينت الصراري أن ميليشيا الحوثي تجند الأطفال وتزج بهم كوقود للحرب عبر استغلال الظروف الاقتصادية بسبب الحرب منذ عام 2014، كما تقوم باختطافهم من أسرهم أو التغرير بهم. ثم تخضعهم لدورات تدريبية دينية طائفية لغسل أدمغتهم. وخلال الندوة وعبر فيلم وثائقي، أكد طفل يمني من ضحايا التجنيد الإجباري لدى ميليشيا الحوثي في شهادة حول هذا الأمر، تعرض الأطفال في صفوف الميليشيات الحوثية للضرب والضغوط النفسية والقتل والإصابات والإعاقة والرقابة، إذ تجبرهم الميليشيات على العودة للقتال كلما حاولوا الهرب.