أعلن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان أنه تم توثيق 1529 حالة تجنيد للأطفال من قبل الميليشيات الحوثية في عدة محافظات، غالبيتهم في مناطق ذات نمط اجتماعي وفقير، وتستقطبهم الميليشيا دون علم أهاليهم أو الضغط على أولياء أمورهم وتهديدهم أن عارضوا عملية التجنيد. جاء ذلك في ندوة نظمها التحالف بمقر الأممالمتحدةبجنيف حول «تجنيد الميليشيات الانقلابية للأطفال اليمنيين»، على هامش أعمال الدورة 35 لمجلس حقوق الانسان، وقدّم خلالها الناشط والمدافع عن حقوق الإنسان مسؤول وحدة الرصد والتوثيق في التحالف اليمني لرصد الانتهاكات رياض الدبعي ورقة عمل غطت أحد الانتهاكات الستة الجسيمة لحقوق الطفل وهي تجنيد الاطفال، واستند في معلوماتها على أبحاث ومسوحات ميدانية وعملية لرصد حالات تجنيد الأطفال في اليمن خلال الفترة من يناير 2016 الى 31 مارس 2017. واستعرض الدبعي النتائج الكارثية لتجنيد الاطفال في اليمن ومنها مقتل 424 طفلا، وإصابة 61 طفلا بإعاقات دائمة، مشيرا إلى أنه ما زال هناك 144 طفلا مجندا حتى الآن في صفوف الميليشيات، مؤكدا أن تجنيدهم يمثل جريمة حرب بموجب القانون الدولي والنظام الأساسي لروما للمحكمة الجنائية الدولية. ولفت النظر إلى اتخاذ ميليشيات الحوثي المساجد ودور العبادة والخطب الحماسية لتجنيد الاطفال، إلى جانب الانتهاك الصارخ لحرمة التعليم والمرافق التعليمية وذلك باستغلال تلك الميليشيات للمدارس لحشد الأطفال الى المحرقة، مشيرا إلى استيلاء جماعة الحوثي على مقار حكومية وأخرى خاصة وساحات عامة ومعسكرات واستخدمتها كمراكز تدريب للأطفال مثل مقر جامعة الايمان، ومقر الفرقة الاولى مدرع سابقًا. وأفاد بأن من دوافع تجنيد الميليشيات للأطفال هي الأوضاع الاقتصادية. بدوره، أشار رئيس مؤسسة صح لحقوق الإنسان الباحث اليمني عصام المثني الشاعري إلى تزايد وتيرة انتهاكات الحوثي ليصبح الاطفال أكثر الفئات ضعفا وتعرضا للانتهاكات، مؤكدا أنه تم توثيق 2438 حالة تجنيد اجباري للأطفال في محافظات ذمار وعمران وصعدة وحجة والمحويت ومناطق تهامة، وتوثيق مقتل 453 طفلا من المجندين، وإصابة 83 بإعاقات دائمة، ومقتل 105 أطفال مجندين في محافظة المحويت وحدها. وأفاد الشاعري بأن الميليشيات الحوثية تستخدم الخطب لتجنيد الاطفال في المدارس وحثهم على القتال، إلى جانب قيام تلك الميليشيا باقتحام المدارس في حجة وذمار وصعدة، والزج بالأطفال الجنود على المناطق الحدودية لزراعة الألغام والتخابر والقتال في الصفوف الأمامية، لافتا النظر إلى قيام حكومة المملكة العربية السعودية بإعادة تأهيل الأطفال، الذين يتم القبض عليهم وتسليمهم للحكومة اليمنية. واوضح أن الحكومة الشرعية قامت بإعادة تأهيل 31 طفلا مجندا في محافظة عدن بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، مشيرا إلى أن الاطفال الذين تمت اعادة تأهيلهم أكدوا أن الحوثيين يجبرونهم على تناول عقاقير الهلوسة للإقدام على الاعمال العنيفة، التي يكلفون بها. وقال الشاعري: «إن هناك 52 معسكرا لتدريب الاطفال في تهامة وحجة وذمار وغيرها»، مشيرا إلى أن المؤسسة وثقت مقتل 30 طفلا مجندا في المعارك جميعهم من مدرسة واحدة، مطالبا الاممالمتحدة والمجتمع الدولي بإنهاء سياسة الافلات من العقاب، وإخضاع القادة الحوثيين للمحاسبة الجنائية لاستغلالهم الاطفال بأبشع الطرق في الحرب ضد الشرعية، والزج بهم في المعارك في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية.