رأى أدباء ومثقفون في جازان أن قرار فصل الثقافة عن الإعلام طال انتظاره، لكنه تحقق الآن ملبيا تطلعات كافة القطاعات المهتمة للثقافة والفكر. وقال رئيس نادي جازان الأدبي السابق الشاعر والقاص أحمد الحربي: إن إنشاء وزارة للثقافة يعني الاستقلال التام بمهمات الثقافة والمثقفين ورعايتهم، وفصل الثقافة عن الإعلام أمر محمود، لأن لكل من الوزارتين أهدافها ومصالحها التي تختلف عن الأخرى، وطالب المثقفون بالفصل منذ وقت طويل، ونأمل أن تكون الوزارة الوليدة على مستوى الطموحات وتتعامل مع المنتج الثقافي بما يحقق إبراز الهوية الثقافية السعودية. وأوضح أن طلبات المثقفين كثيرة وطموحاتهم كبيرة، ولعل الأيام القادمة تسفر عنها بوضوح، فالحديث عنها الآن يبدو متعجلا، لكن لا يمنع أن نعطي بعضا من تلك الطلبات التي يتمنى المثقف تحقيقها كأن تقوم الوزارة بدعم المفكرين والأدباء والفنانين الكبار والناشئين، وأن تسعى إلى تشجيع المواهب الأدبية والفنية وتشجيع حركة التأليف والنشر والترجمة والانفتاح على الثقافات الأخرى وإقامة المهرجانات الأدبية والفنية والمسرحية والثقافة الشعبية والمشاركة في المؤتمرات والمعارض المحلية والدولية، وأن تضع الوزارة في قابل الأيام الخطط الرئيسية في مواجهة المثقف وترمي الكرة في مرماه ليقوم المثقف بما يطلبه من وزارته. من جانبه، أوضح رئيس نادي جازان الأدبي الشاعر حسن الصلهبي أن إنشاء وزارة للثقافة ظل حلما قديما وتحقق أخيرا، إذ ركزت الرؤية على منظومة العمل الثقافي كأحد مقومات الجودة والنهضة بالفكر قبل البنيان، ودعمت المؤلفين والكتاب والفنانين والمبدعين، وذلك للإيمان العميق بأن الفن والثقافة الحقيقية والمؤثرة قادرة على تشكيل الوعي وتحصين المواطن وتقويته، وبالتالي قادرة على رسم ملمح من ملامح الوطن وشخصيته أمام دول العالم. وقال الصلهبي إن القرار يمثل احتفاء كبيرا بالثقافة بمفهومها العريض، ثقافة بناء الشباب الذي مدّ له الوطن سجاداً أخضر من الدعم والتمكين واليقين والفأل، لكي يحقق الرهان ويرى نتيجته في الفعل لا في الأثر وحسب، ذلك أن هذا الجيل يملك العزيمة والكفاءة اللازمة لتحقيق الاستدامة في شتى مجالات النهوض بالوطن، ويملك القدرة على نقل الرؤية من حيز التنظير إلى التطبيق العملي برؤى مدروسة وبنسقٍ معرفي متكامل وبقيادات طموحة وملهمة عبر واجهتين هما الثقافة والوطن، فيحق لنا إذن أن نحتفي ونفخر بهذا القرار، وتلك هي الثقافة دائماً التي تشكّل الوعي وتمنح الفرص والمساحات وتعمّق التسامح وتؤمن بالتكامل، وتصنع من كل لون مشهداً خاصاً له فرادة الهوية والوطن، وله ملامح الانفتاح على إرث عالمي كبير تشترك فيه كل البشرية، ونبارك لوزير الثقافة الشاب الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود الثقة الملكية الغالية، ونسأل الله له العون والتوفيق، وقد غمرنا الفرح بمستقبل ثقافي عابق بالإبداع والتألق والمضي بالثقافة إلى آفاقها الأرحب. واختتم الشاعر أحمد عداوي بالقول: «يحق لنا نحن شعب المملكة أن نشعر بالفخر والاعتزاز لانتمائنا لبلد أعزه الله بالإسلام وحمل راية الحق والخير والريادة والتقدم». وأضاف: «لا شك أن فصل الثقافة عن الإعلام نقلة كبيرة في الثقافة وتطويرها».