نجح مدير عام الأندية الأدبية بوزارة الثقافة والإعلام حسين بافقيه في إيجاد حل لمشكلة نادي جازان الأدبي من خلال الاجتماع الذي عقد بمقر النادي البارحة الأولى بين لجنة من الوزارة وعدد قليل من أعضاء الجمعية العمومية وجميع أعضاء المجلس الحالي والذي استمر لمدة أربع ساعات، وتمثل الحل في إبقاء المجلس الحالي على وضعه لإدارة شؤون النادي إلى حين انتهاء فترة انتخابه، هذا وقد قبل المجلس استقالة كل من محمد يعقوب الرئيس السابق للمجلس وعلي زعلة المسؤول الإداري، فيما رفضت استقالة شقراء مدخلي التي أكدت للمجلس أنها لن تتراجع في قرارها ولن تعدل عن استقالتها، فهي على طاولة المجلس قبلوها أو رفضوها، في حين لم يقبل المجلس استقالة عضوي المجلس حسن الصلهبي المسؤول المالي وإسماعيل مهجري، هذا وقد شهد الاجتماع عزوف عدد كبير من أعضاء الجمعية عن الحضور، فيما منعت وسائل الإعلام من حضور الاجتماع ووعد مدير عام الأندية الأدبية بإصدار بيان. وأوضح حسين بافقيه مدير عام الأندية الأدبية أن مثقفي منطقة جازان كان لديهم الحرص الشديد لاستمرار سير الشأن الثقافي في مساره الصحيح كما هو حال جازان، فالمجتمعون غيورون على هذه المؤسسة الثقافية التي يأتي العام القادم 1435 ه والكل يحتفي بها بمناسبة مرور 40 عاما على إنشائها، لقد سعدت جدا بما آلت إليه الأمور في ذلك الاجتماع الذي جمع عددا من أعضاء الجمعية العمومية وأعضاء المجلس الحالي، وخرج الجميع بذلك الاتفاق الذي أرضى جميع الأطراف والقناعة بذلك الحل وهو إبقاء المجلس الحالي على وضعه وإبدال المستقيلين بأعضاء آخرين من الجمعية العمومية، والأمل كبير بأن يخرج هذا النادي العريق من هذا العارض الصحي الذي ألم به، ليستأنس الجمهور بفعاليات النادي المعروفة عنه ويعود إلى نشاطه المنبري الشهير، وتستمر مطبوعاته في الإصدار، ويجد رواده مبتغاهم. وبين عضو الجمعية العمومية الشاعر أحمد الحربي أن هذا هو الحل الوحيد الذي توصلنا إليه، وقد أعد محضر بذلك موقع من المجتعمين، وسيتم إكمال نصاب المجلس ب 3 أعضاء من الجمعية العمومية يتم اختيارهم من خلال اجتماع تعقده الجمعية بعد أن نفد عدد الاحتياط وهم 5، حينها يتم تدوير المناصب الإدارية للمجلس بعد مضي شهرين على المجلس الحالي مشيرا إلى أن المجلس أعطي مهلة لمدة عام كامل من تاريخ الاجتماع لإعادة نشاط النادي على ما كان عليه سابقا، وتصحيح وضعه، وأن يقوم بأعمال تتوافق مع تطلعات ورؤى أعضاء الجمعية العمومية لما فيه مصلحة النادي ويصل لطموح مثقفي وأدباء المنطقة، وإلا سيتم حله وإعادة انتخاب مجلس آخر. وقال الشاعر أحمد البهكلي لن أقول سوى «أسأل الله التوفيق للجميع»، فيما اكتفى الشاعر إبراهيم صعابي بعبارة (بالتوفيق). بدوره، قال الشاعر مهدي حكمي كان المؤمل من زيارة مدير عام الأندية الأدبية لنادي جازان الأدبي أن تحدث هزة في واقع مأساوي مضى عليه أكثر من عام ونصف، يعيشه وضع الأدب والأدباء في جازان، واقع استدعى استنفارا ثقافيا واسعا حتى طال الوزارة نفسها، إذا كان تنصيب حسين بافقيه مديرا للأندية الأدبية خلفا لعبدالله الكناني أحد نتائج وإفرازات مأساة النادي الأدبي بجازان، لقد كان المتوقع من المدير الجديد أن لا يضحي بثقافة منطقة بحجم جازان، فيحرص على إبقاء المجلس الذي لم يعد ينطبق عليه هذا الوصف، إذ من غير اللائق أن يعاد للمجلس أعضاء مستقيلون قد أعلنوا في الصحافة الورقية والإلكترونية وفي أوساط المثقفين والمجتمع عامة عدم رغبتهم في البقاء داخل المجلس وبالتالي عدم قدرتهم على إدارة المشروع الأدبي والثقافي، ومن تبقى من الأعضاء لا يتم بعددهم اجتماع لأنهم أقل من ثلث العدد الأصلي، ثم إنه لم يبق في قائمة الانتظار سوى عضو واحد هو الشاعر أيمن عبدالحق وهو بحسب موقفه غير راض تماما عن المجلس منذ تعيينه، وواصل الحكمي حديثه، كان الأولى بالمدير الجديد أن يقدر لأبناء منطقة جازان مواقفهم وأن يحقق رغباتهم وهم منذ عام ونصف يطالبون على أكثر من صعيد بإزاحة أعضاء المجلس الذين فشلوا في إدارة النادي وأن يعتبر العمومية والمجلس محلولين، وأن يرتب لانتخابات جديدة وهي فرصة له ولوزارة الثقافة والإعلام في تطبيق اللائحة الجديدة على النادي ومعرفة إيجابياتها وسلبياتها قبل توحيد العمل بها بعد عامين تحاشيا لسابقتها التي فشلت هي الأخرى في تحقيق استقرار ونجاح للمشروع الأدبي والثقافي عبر الأنديه، للأسف تخطيط وعاد بلا جديد. وفي ذات السياق، قال الناقد جبريل السبعي إنه لا يفهم إمعان إدارة الأندية الأدبية في إبقاء الوضع الراهن كما هو دون حل حقيقي، مشيرا إلى أن بقاء المجلس الحالي يعني الإمعان في بقاء الفوضى الإدارية والمالية والثقافية في تأجيج الصراع بين مجلس الإدارة ومثقفي المنطقة من الذين لم يرتضوا ما آل إليه حال النادي من قصور في الرؤية الإدارية ومن ضعف على مستوى البرامج الثقافية ومن تدهور الصورة الاعتبارية لمنطقتنا الحبيبة التي تميزت بالمثقفين والمفكرين، لقد كان أملنا كبيرا في إيجاد الحل المناسب الذي يمكن التعويل عليه في إعادة الوجه الأدبي والإبداعي لتاريخنا المشرق، ولكن يبدو أننا موعودون مع وزارة الثقافة والإعلام بمستقبل غامض وقاتم. أما الشاعر حسين صديق حكمي فقال: «في اعتقادي أن حل المشكلة لا يكون بالاستماتة في إبقائها، فالمجلس الحالي فقدت الثقة فيه من جمهور الأدباء والمثقفين، وبات جزءا من الحال المتردية للنادي، فالحل في تفعيل نظام الجمعية العمومية الذي ينص على إعادة الانتخابات وتسليم النادي لمن ينتخب بشفافية، لاسيما أن المجلس الحالي أثر على الحالة الثقافية في جازان سلبا وأعادها للوراء».