في استفزاز جديد للمجتمع الدولي يكشف عن الوجه القبيح للنظام الإيراني، هدد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أمس، بأن إيران بوسعها إنتاج يورانيوم عالي التخصيب في أقل من يومين إذا انسحبت الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي. ونقلت عنه قناة «العالم الإيرانية قوله» إذا انسحبت أمريكا من الاتفاق، بوسع إيران استئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 % في أقل من 48 ساعة. وزعم أن الاتفاق النووي ليس قابلا للتفاوض كما تطالب الولاياتالمتحدة. فيما التقى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس، كبار المسؤولين الإيرانيين في طهران حاملاً المطالب الأوروبية والأمريكية حول برنامج طهران للصواريخ، ودورها المخرب في المنطقة ودعمها الإرهاب والشروط الجديدة لمراجعة الاتفاق النووي، استفزت إيران العالم بإعلانها أنها ستمضي قدما في برنامجها الصاروخي، كما هاجم التيار المتشدد ما أسماه ب «تنازلات» تريد حكومة روحاني تقديمها للغرب.وتظاهر طلاب ينتمون لمجاميع الباسيج التابعة للحرس الثوري، أمام مطار «مهرآباد» احتجاجاً على زيارة لودريان، واعتبرت وكالة أنباء «نادي المراسلين الشباب» -التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية-، «أن فرنسا تلعب دور شرطي سيئ للاتفاق النووي» وقالت إن «هدية لودريان من قصر الإليزيه إلى قصر سعد آباد هي التهديد». ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن المتحدث باسم القوات المسلحة مسعود جزائري قوله، إن طهران ستمضي قدما في برنامجها الصاروخي رغم الضغوط الغربية. وكانت الخارجية الفرنسية خيرت إيران في بيان لها قبيل زيارة لودريان بين التخلي عن برنامج الصواريخ، ومواصلة دعم طهران لزعزعة استقرار المنطقة وبين عقوبات دولية جديدة. ويحمل الوزير الفرنسي مطالب مشتركة من باريس بالاتفاق مع لندن وبرلين، لإقناع إيران بالحد من برنامجها للصواريخ الباليستية القادرة لاحقا على حمل رؤوس نووية والمخالفة للقرار 2231 لمجلس الأمن الذي صادق على الاتفاق النووي عام 2015. من جهة أخرى، بمشاركة شخصيات أوروبية بارزة وبرلمانيين وناشطين إيرانيين، تعقد اليوم (الثلاثاء) في جنيف بمقر الأممالمتحدة ندوة عن واقع حقوق الإنسان في إيران بعد الانتفاضة الشعبية الأخيرة التي زلزلت أركان نظام الملالي. وأفاد بيان صادر عن المنظمين أن 14 متظاهراً قتلوا تحت التعذيب خلال الشهرين الماضيين بعد أن اعتقلتهم ميليشيات الحرس الثوري، مطالبين بضرورة التحرك السريع لوضع حد لجرائم نظام ولاية الفقيه، ومناقشة ملف مجزرة 30 ألفا من السجناء السياسيين عام 1988 وضرورة إلغاء الحصانة عن رموز النظام وملاحقة الجناة قضائياً. ويشارك في الندوة وزير الخارجية الإيطالي السابق جوليو تيرزي، عضو البرلمان الإيطالي نيكولا سيراسي، عضو مجلس الشيوخ الإيرلندي جيري هوركان، عضو البرلمان الأوروبي ستروان ستيفنسون والذي يعد منسق حملة التغيير في إيران، طه بورمدرا رئيس مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في بعثة الأممالمتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق، والسفير السابق عضو الرابطة الدولية للحقوقيين في النرويج برويز خزائي، وتدير الندوة خيفة خيري من الجمعية الدولية لحقوق الإنسان للمرأة. إلى ذلك، ذكر تقرير صادر عن الأممالمتحدة أمس (الإثنين) أن إيران اعتقلت نشطاء ومعارضين سياسيين في حملة ضد حرية التعبير، فيما استمر التعذيب على الرغم من وعود بالإصلاح. وأعدت التقرير أسماء جهانجير، التي عملت مقررة الأممالمتحدة الخاصة لحقوق الإنسان في إيران وهي محامية باكستانية توفيت الشهر الماضي. وتم وضع اللمسات النهائية على تقريرها الذي تم رفعه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على الرغم من أن دبلوماسيين قالوا إن طهران حاولت وقف نشره. وقالت إنها رأت «صورة مقلقة لأوضاع حقوق الإنسان» منذ تقريرها السابق في أغسطس «على الرغم من تأكيدات من الحكومة.. التحسينات إما ليست مطروحة أو تنفذ ببطء شديد». وقتل أكثر من 20 شخصا واعتقلت السلطات 450 في احتجاجات في أنحاء البلاد في ديسمبر على المشكلات الاقتصادية والفساد والتي كانت أكبر مظاهرات تشهدها إيران منذ اضطرابات أعقبت الانتخابات الرئاسية في 2009.