عرضت إيران أمس، في ذكرى اندلاع الحرب العراقية – الإيرانية، صاروخاً باليستياً متوسط المدى قادراً على حمل رؤوس حربية، فيما تعهد الرئيس حسن روحاني خلال العرض العسكري أن تعزز بلاده قدراتها الصاروخية، من دون السعي إلى «الحصول على إذن من أحد»، في إشارة إلى انتقادات وجّهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. (للمزيد) في غضون ذلك، أفاد تقرير لمؤسسة أبحاث مقرها واشنطن، بأن أعطالاً كثيرة في أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيب اليورانيوم، أجبرت إيران قسراً على خفض نشاطاتها إلى مستوى مكّنها من دون قصد من تنفيذ التزامها الاتفاق الذي وقّعته مع الدول الكبرى لكبح برنامجها النووي . وقال روحاني في خطاب نقله التلفزيون الرسمي: «سنعزز قدراتنا العسكرية الضرورية على صعيد الردع». وزاد: «لن نطور صواريخنا فحسب، بل أيضاً قواتنا الجوية والبرية والبحرية». وأضاف: «لن نطلب إذناً من أحد من أجل الدفاع عن وطننا». وتابع الرئيس الإيراني في خطابه أمس: «قوتنا العسكرية ليست مصممة للتعدي على دول أخرى». لكنه استدرك: «شئتم أم أبيتم، سندافع عن الشعوب المستضعفة في اليمن وفلسطين وسورية». وأبدى روحاني سروره لوجود صوتين في الأممالمتحدة، يختلفان عن أصوات العالم في ما يتعلق بإيران، مشيراً إلى أميركا وإسرائيل. وأكد «دعم دول العالم كافة الاتفاقَ النووي». ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن أمير علي حاجي زادة قائد القوات الجوية- الفضائية في «الحرس الثوري» قوله إن الصاروخ «خرمشهر» الذي عرض أمس، هو أحدث صاروخ باليستي إيراني الصنع. وأشار إلى أن مدى الصاروخ يبلغ ألفي كيلومتر وهو قادر على حمل رؤوس حربية لمدى 1800 كيلومتر. وقال إن «الصاروخ خرمشهر، يعد إنجازاً جديداً، إذ قامت وزارة الدفاع بصناعته لحرس الثورة الإسلامية». ولفت القائد العسكري الإيراني الذي كان يتحدث على هامش عرض للقوات المسلحة في طهران، إلى «بدء عملية التدريب على الصاروخ خرمشهر الباليستي، ليتم استخدامه قريباً من جانب القوات الجوية - الفضائية في «الحرس». وأعاد ذلك إلى الأذهان اتهام ترامب إيران خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلثاء، بتطوير صواريخ «خطرة» وتصدير العنف إلى اليمن وسورية وأجزاء أخرى من المنطقة. وتؤكد إيران أن كل صواريخها مصممة لحمل رؤوس حربية تقليدية فقط وأن مداها لا يتجاوز 2000 كلم حداً أقصى، على رغم أن قادة في الجيش يؤكدون توافر التكنولوجيا اللازمة لتجاوز ذلك. ما يعني قدرة الصواريخ الإيرانية متوسطة المدى، على الوصول إلى إسرائيل. وتعتبر طهران أن تطويرها صواريخ لا يشكل انتهاكاً للاتفاق النووي مع الغرب، باعتبار أنها غير مصممة لحمل رؤوس نووية. لكن واشنطن تصر على أن طهران تنتهك روح الاتفاق، كون صواريخها الباليستية تمتلك القدرة على حمل رأس نووي. وهي فرضت عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية بسبب مواصلتها إطلاق الصواريخ وإجراء الاختبارات. وأبدت فرنسا بعض التعاطف مع الموقف الأميركي، وأكد رئيسها إيمانويل ماكرون أن بالإمكان توسيع الاتفاق ليشمل حظر الاختبارات الصاروخية وإلغاء بند فيه يتيح لإيران معاودة بعض عمليات تخصيب اليورانيوم بدءاً من عام 2025. إلا أنه أصرّ كذلك على ضرورة عدم إلغاء الاتفاق.