فيما تسعى الحكومة القطرية جاهدة للتنصل من دعمها للإرهاب، والترويج لنفسها على اعتبارها ضحية في هذا الملف، لا تزال تنهال الاتهامات على السلطة القطرية وتنظيم الحمدين بدعم الإرهاب، من كل الاتجاهات، بدءا بالدول الداعية لمكافحة الإرهاب منذ مقاطعة الرباعي العربي للدوحة، وصولا إلى دول أوروبية، حتى حليفتها إيران، وآخر تلك الاتهامات جاءت من دول القارة السمراء، خصوصا الجزائر. وأطلق رئيس الوزراء الجزائري الوزير الأول الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي أحمد أويحيى، تحذيراً لبلاده، من الانزلاق إلى ما هو حاصل في جارتها ليبيا، قائلاً: «حتى تعرفوا قيمة الهناء، انظروا إلى ليبيا التي هي أغنى من الجزائر ولكنها تدمرت، بفعل الدور القطري السلبي فيها». وشدد أويحيى أثناء حملة انتخابية في ال18 من نوفمبر الماضي، على أن الجزائر لم تأمن من مخططات بعض المسؤولين في الدول العربية الذين أرادوا استهداف دول تحت مسمّى «الربيع العربي»، مشيراً إلى أن ما عرف في الجزائر بأزمة الزيت والسكر سنة 2011، كان مخططاً لاستهداف أمن الجزائر، إذ نفذ خلالها أعمال عنف كبيرة في غالبية المدن الجزائرية. ورغم تقديم دول الخليج بقيادة السعودية، الخير لقطر في عدة مواقف، محاولة ثنيها عن ممارساتها العدائية التي تهدف إلى نشر الإرهاب والدمار، أبت حكومة الدوحة أن تتخلى عن سياستها العدائية وموقفها المتعنت، في إثبات لمكابرتها، إذ قابلت المساعي الخليجية الرامية لمكافحة الإرهاب، بإصرار على دعم الإرهاب والتخريب في المنطقة. وبدلاً من تخصيص أموال لمساعدة الدول العربية من أجل التنمية، اختارت قطر أن تهدر أموالاً طائلة على تمويل ودعم الإرهاب والجماعات المتشددة، ووفق وزير الخارجية القطري الأسبق حمد بن جاسم، إن بلاده دفعت 130 مليار دولار من أجل تدمير ليبيا وسورية واليمن، إضافة إلى تأكيدات رئيسة اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الكونغرس الأمريكي إليانا روس ليتينن، أن قطر متورطة بدعم الإرهاب.